للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طالب -رضي الله عنه-: الخشوع، خشوع القلب، قال الحسن البصري: كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم وخفضوا الجناح، والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها.

وحينئذ تكون راحة له وقرة عين، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه النسائي في سننه من حديث أنس -رضي الله عنه-: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (١) (٢).

قال ابن القيم -رحمه الله-: «صلاة بلا خشوع ولا حضور، كبدن ميت لا روح فيه، أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى مخلوق مثله عبدًا ميتًا أو جارية ميتة؟ فما ظن هذا العبد أن تقع تلك الهدية ممن قصده بها من ملك أو أمير أو غيره، فهكذا سواء الصلاة الخالية عن الخشوع والحضور وجمع الهمة على الله تعالى فيها بمنزلة هذا العبد أو الأمة الذي يريد إهداءه إلى بعض الملوك، ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه وإن أسقطت الفرض في أحكام الدنيا ولا يثيبه عليها فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها» (٣).

روى أبو داود في سننه من حديث عمار بن ياسر -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ، وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلا عُشْرُ صَلاتِهِ،


(١). تفسير ابن كثير -رحمه الله- (١٠/ ١٠٧)
(٢). سنن النسائي برقم (٣٩٣٩) وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- كما في صحيح سنن النسائي (٣/ ٨٢٧) برقم (٣٦٨٠).
(٣). الوابل الصيب من الكلم الطيب، ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>