للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان» (١).

وفي صحيح البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها-: «أن نساء المهاجرات صنعن ذلك» (٢). قال الحافظ ابن حجر: ويمكن الجمع بين الروايتين بأن نساء الأنصار بادرن إلى ذلك (٣).

ومن الأمثلة على ذلك حديث جليبيب كما في مسند الإمام أحمد، وجاء فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خطب لجليبيب من حي من الأنصار، واعتذرت والدتها قالت الجارية: أتردون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره، ادفعوني فإنه لن يضيعني، فاستجابت لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأطاعته فكان في ذلك لها الخير الكثير (٤).

الثانية: تصديقه فيما أخبر: لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن أمور كثيرة مغيبة، أخبر عن الله وعن ملائكته، وأخبر عن أمور مستقبلية من قيام الساعة، وأشراطها، وأخبر عن أمور ماضية من أحوال الأمم السابقة، فلابد من تصديقه فيما أخبر، لأنه صدق لا كذب


(١). ابن أبي حاتم (٨/ ٢٥٧٥)، ورواه أبو داود في سننه من حديث أم سلمة قالت: لما نزلت (يدنين عليهن من جلابيبهن) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية، برقم (٤١٠١)، وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٧٧٣) برقم (٤١٠١).
(٢). صحيح البخاري برقم (٤٧٥٨).
(٣). فتح الباري (٨/ ٤٩٠).
(٤). (٣٣/ ٢٩) برقم (١٩٧٨٤)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم وأصله في صحيح مسلم برقم (٢٤٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>