للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَسْخَطُ عَلَيْكُم بَعْدَهُ أَبَدًا» (١).

٦ - ومنها أن الله يكرمهم بكشف الحجاب ورؤيتهم له سبحانه، روى مسلم في صحيحه من حديث صهيب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ - عز وجل -» ... وَزَادَ: ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:٢٦] (٢).

قال ابن حجر - رحمه الله - تعليقًا على حديث: «وما بين القوم وما بين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه»: «كأن المؤمنين إذا تبوؤا مقاعدهم من الجنة لولا ما عندهم من هيبة ذي الجلال لما حال بينهم وبين الرؤية حائل، فإذا أراد إكرامهم حفهم برأفته، وتفضل عليهم بتقويتهم على النظر إليه سبحانه، ثم وجدت في حديث صهيب المتقدم في تفسير قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} ما يدل على أن المراد برداء الكبرياء في حديث أبي موسى الحجاب المذكور في حديث صهيب، وأنه -سُبْحَانَهُ- يكشفه لأهل الجنة إكرامًا لهم» (٣).

قال ابن كثير - رحمه الله - في تعليقه على حديث: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ


(١). صحيح البخاري برقم ٦٥٤٩، وصحيح مسلم برقم ٢٨٢٩.
(٢). برقم ١٨١.
(٣). انظر فتح الباري (١٣/ ٤٣٣) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>