للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسك» (١).

وذكر ابن القيم - رحمه الله - في كتابه حادي الأرواح عن سفيان الثوري عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن مسروق في قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (٣١)} [الواقعة:٣١]، قال: أنهار تجري في غير أخدود (٢).

فالآثار السابقة تدل على أن النهر يجري على سطح الأرض يتوجه حيث وجهه الإنسان، ولا يحتاج شق خنادق ولا إلى بناء أخدود تمنع سيلان الماء يمينًا وشمالًا، وفي هذا يقول ابن القيم - رحمه الله - في كتابه النونية:

أَنْهَارُهَا مِنْ غَيْرِ أُخْدُودٍ جَرَتْ ... سُبْحَانَ مُمْسِكُهَا عَنِ الفَيَضَانِ

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} أي: ماكثين فيها أبدًا، لا يموتون، ولا يمرضون، ولا يهرمون، ولا يبأسون، ولا يألمون، ولا يحزنون، ولا يمسهم فيها نصب، فهم في أكمل النعيم دائمًا وأبدًا أبد الآبدين، كما صحت بذلك الأحاديث. {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} وهذا أكمل نعيم أن الله تعالى يرضى عنهم فيحل عليهم رضوانه فلا يسخط بعده أبدًا.

قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨)} [البينة:٨]، أي ذلك


(١). مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ٣٣٩٥٨)، وذكره ابن القيم - رحمه الله - في كتابه حادي الأرواح وقال: موقوف صحيح (١/ ٣٨٥).
(٢). ص ١٦٥، وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -: إسناده مقطوع صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>