للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا قال مجاهد وغير واحد» (١).

«ولا خلاف في أن المراد بقوله {: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: ١٩٨]، التجارة» (٢).

قال ابن جرير - إمام المفسرين- - رحمه الله -: «وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: عنى بذلك: يشهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضي الله والتجارة، وذلك أن الله عم منافع لهم جميع ما يشهد له الموسم، ويأتي إلى مكة أيام الموسم من منافع الدنيا والآخرة، ولم يخصص من ذلك شيئًا من منافعهم بخبر ولا عقل، فذلك على العموم في المنافع التي وضعت» (٣).

وأعظم مقاصد الحج: إخلاص العبادة لله، وتوجيه القلوب إليه -سُبْحَانَهُ-، وأنه الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦)} [الحج: ٢٦]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)} [الأنعام: ١٦٢ - ١٦٣]. ولذلك شرع الله للحجاج أن يقولوا في تلبيتهم لبيك لا شريك لك.


(١). تفسير ابن كثير - رحمه الله - (١٠/ ٤٤).
(٢). تفسير القرطبي - رحمه الله - (١٤/ ٣٦٦).
(٣). تفسير ابن جرير - رحمه الله - (٧/ ٥٨٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>