للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُلَسَاءَهُ، يَهْوِي بِهَا مِنْ أَبْعَدَ مِنَ الثُّرَيَّا» (١).

٣ - ألا يكون المزاح فيه ترويع للمسلم، روى أبو داود في سننه من حديث: عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُم كَانُوا يَسِيرُون مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» (٢).

وروى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا وَلَا جَادًّا» (٣).

٤ - ألا يكون المزاح فيه سخرية واستهزاء بالآخرين، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١)} [الحجرات: ١١]. قال ابن كثير - رحمه الله -: "المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم، ويعد من صفات المنافقين" (٤).


(١). (١٥/ ١٢٠ - ١٢١) برقم ٩٢٢٠، وقال محققوه: حسن لغيره.
(٢). برقم ٥٠٠٤، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٤٤) برقم ٤١٨٤.
(٣). برقم ٥٠٠٣، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٤٤) برقم ٤١٨٣.
(٤). تفسير ابن كثير - رحمه الله - (١٣/ ١٥٤) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>