للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله فروح وريحان وجنت نعيم، أي: فلهم روح وريحان، وتبشرهم الملائكة بذلك عند الموت. اهـ (١). وقد استدل بعض العلماء على أن عذاب القبر حق يجب الإِيمان به، بقوله تعالى عن آل فرعون {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ} [غافر: ٤٦].

قال ابن كثير: فإن أرواحهم تعرض على النار صباحًا ومساءً، إلى قيام الساعة، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار، وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور (٢).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُوْنَ فِيْ الْقُبُوْرِ مِثْلَ أَوْ قَرِيْبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ - أَوِ المُوقِن لَا أَدرِي أي ذلك قالت أسماء - فَيَقُوْلُ: مُحَمَّدُ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ صَالِحًا فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوْقِنًا، وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ (لَا أَدْرِيْ أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيَقُوْلُ: لَا أَدْرِيْ، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُوْلُوْنَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ» (٣).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها: أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر، فقال:


(١) تفسير ابن كثير (١٣/ ٣٩٦).
(٢) تفسير ابن كثير (١٢/ ١٩٣) بتصرفز
(٣) صحيح البخاري برقم (١٠٥٣)، وصحيح مسلم برقم (٩٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>