للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» (١).

أما عن توبة المستهزئ، فقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه «القول المفيد في شرح كتاب التوحيد»: وقد اختلف أهل العلم فيمن سب الله أو رسوله أو كتابه، هل تقبل توبته أم لا؟ على قولين:

الأول: أنها لا تقبل توبته، بل يقتل كافرًا ولا يُصلى عليه ولا يدعى له بالرحمة، وهو المشهور عند الحنابلة.

الثانية: أنها تُقبل توبته إذا علمنا صدقه وأقر على نفسه بالخطأ، ووصف الله تعالى بما يستحق من صفات التعظيم (٢).

ومن صور الاستهزاء التي نرى ونسمع وللأسف في هذه الأيام، هذه المقالات السيئة والرسوم الساخرة، التي تكتب في الجرائد والمجلات والكتب، ويزعمون أنها للتسلية وفيها الكفر والردة عن الدِّين.

أحدهم رسم ديكًا تتبعه أربع دجاجات يقصد السخرية من تعدد الزوجات، وآخر كتب مقالاً تهجم فيه على الحجاب، وزعم أنه تخلف ورجعية، وآخر سوَّل له الشيطان سوء عمله فجعل القرآن شعرًا يتغنى به على أنغام الموسيقى. نسأل الله السلامة والعافية.

وينبغي أن يعلم أنه يجب الإِنكار على هؤلاء المستهزئين وتنبيههم على عظيم جرمهم وخطورته، فإن لم يستجيبوا فلا يجوز الجلوس معهم في مجلس واحد، قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: ١٤٠].


(١) صحيح البخاري برقم (٦٤٧٧)، وصحيح مسلم برقم (٢٩٨٨).
(٢) (٢/ ٢٦٨) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>