للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعًا: انحراف بعض الرجال، وخيانتهم لزوجاتهم بمعاشرة النساء الأجنبيات على غير الوجه الشرعي، فيكون هذا مدعاة لأن تقابل الزوجة زوجها بمثل ما قابلها به، وفي هذا يقول الشافعي رحمه الله:

يا هاتكًا حُرَمَ الرجال وتابعًا ... طُرُقَ الفَسَاد عِشْتَ غَيرَ مُكَرَّم

لو كنتَ حُراً من سُلَالَةِ مَاجدٍ ... ما كُنتَ هَتَّاكاً لِحُرْمَةِ مُسْلم

من يَزنِ في قَومٍ بِألفي دِرْهَمٍ ... فِي أَهلِه يُزْنَى بِربع الدرهَم

إن الزِنا دَيْن فإن أقرضتَهُ ... كَانَ الوَفَا مِنْ أَهلِ بَيتِكَ فاعلم

وهذا الزوج الفاسق هو الذي سن هذه السيئة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان له وزرها، ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة، كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

تنبيه: انتشر في هذا الزمان ما يسمى بجوال الكاميرا، وكم حدثت مفاسد منه، فكم من نساء محصنات غافلات صورن فيه، وكم من أعراض انتهكت عن طريقه، كم هدم من بيوت، وشتت من أسر، وجلب من مآسٍ؟ ! فينبغي للمؤمن أن يحذِّر أهله منه، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كُلُّكُم رَاعٍ، وَكُلُّكُم مَسْؤُوْلٌ عَن رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤُوْلٌ عَن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُوْلٌ عَنْهُم» (٢).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين (٣).


(١) صحيح مسلم برقم (١٠١٧).
(٢) البخاري برقم (٢٥٥٤)، ومسلم برقم (١٨٢٩).
(٣) هذه الكلمة مستفادة من خطبة للشيخ سعد الحميد حفظه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>