للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير هذا لَدَخَلْتَ النارَ»، قال: ثم أتيت عبدالله بن مسعود فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك (١).

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إِذَا سَأَلتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِن بِاللهِ، واعْلم أنَ الأُمَةَ لو اجْتَمعُوا على أن يَنْفَعُوكَ، لم يَنْفَعُوكَ إِلَاّ بِشَيْءٍ قد كَتَبَه الله لكَ، ولو اجتمعوا على أن يضرُوكَ لم يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتبَهُ الله عليكَ، رُفِعَت الأقلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» (٢).

قال عمر - رضي الله عنه -: «أصبحت وما لي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر».

قال عبيد الله بن عتبة:

واصْبِرْ عَلَى القَدَرِ المَحْتُوم وارْضَ به ... وإن أَتَاكَ بمَا لا تَشتهي القدرُ

فَما صَفَا لامرئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بهِ ... إلا سَيَتْبَعُ يوْماً صَفْوَهُ كَدَرُ

ثالثاً: ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردّها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته، فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيء إلا


(١) برقم (٤٦٩٩) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٨٩٠) برقم (٣٩٣٢).
(٢) (٤/ ٤٠٩ - ٤١٠) برقم (٢٦٦٩) وقال محققوه: إسناده قوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>