للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن رجب في شرح هذا الحديث: «وهو أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها، كما أن حديث: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» (١) ميزان للأعمال في باطنها، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله، فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس من الدين في شيء (٢).

وقال ابن حجر: «هذا الحديث معدود من أصول الإسلام، وقاعدة من قواعده، فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه» (٣).

وقال النووي: «وهذا الحديث مما ينبغي أن يعتنى بحفظه واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به كذلك» (٤).

وقال الطرقي: «هذا الحديث يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع» (٥).

وقال ابن القيم: «القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن» (٦).

وروى مسلم في صحيحه من حديث جابر - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته يوم الجمعة: «فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» (٧).


(١) صحيح البخاري برقم (١)، وصحيح مسلم برقم (١٩٠٧).
(٢) جامع العلوم والحكم (١/ ١٧٦).
(٣) فتح الباري (٥/ ٣٠٢ - ٣٠٣).
(٤) فتح الباري (٥/ ٣٠٢ - ٣٠٣).
(٥) فتح الباري (٥/ ٣٠٢ - ٣٠٣).
(٦) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (١/ ٢١٣).
(٧) برقم (٨٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>