للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء: ١٢٥]، والاستسلام هو الانقياد لأوامر الله.

سابعًا: القبول المنافي للرد، فيجب القبول لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة لله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه، فمن قالها، ولم يقبل ذلك ويلتزم به، كان ممن قال فيهم سبحانه: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: ٣٥].

ثامنًا: الكفر بما يعبد من دون الله من الطواغيت، وإثبات العبادة لله وحده، قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى} [البقرة: ٢٥٦].

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ» (١). وقد نظم بعضهم فقال:

عِلْمٌ، يَقينٌ، وإخلاصٌ، وَصِدْقُكَ مع ... محبةٍ وانقيادٍ والقبولُ لَهَا

وزِيدَ ثامِنُهَا الكفرانُ مِنكَ بما ... سِوَى الإِلهِ مِنَ الأندادِ قد أُلِّهَا

ومن فضائل هذه الكلمة العظيمة:

أولاً: أنه يُفْتَحُ لقائلها أبواب الجنة الثمانية، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ» (٢).


(١) برقم (٢٣).
(٢) صحيح البخاري برقم (٣٤٣٥)، وصحيح مسلم برقم (٢٨) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>