للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على العموم منهي عنه، فكيف إذا كان في الصلاة? ! قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١].

ثانيًا: الصلاة في الثياب الشفافة: فكما يحرم الصلاة في اللباس الضيق لأنه يجسِّم العورة ويصف شكلها وحجمها، فكذلك تَحْرُمُ الصلاة في الثياب الرقيقة التي تشفُّ عما وراءها من البدن.

قال الفقهاء في شروط صحة الصلاة: مبحث ستر العورة، ويشترط في الساتر: أن يكون كثيفًا، فلا يجزئ الساتر الرقيق (١).

وهذا يحدث في الصيف: نجد أن بعض الناس يلبس الثياب الشفافة مع السراويل القصيرة، ثم يصلي فيها.

ثالثًا: الصلاة في ملابس النوم أو (البيجامات) أو ملابس العمل، وقد تكون متسخة وبها روائح كريهة تؤذي المصلين، والسبب يعود إلى الكسل: فيتكاسل عن تغييرها؛ بينما لو أراد أن يزور مسؤولاً أو رجلاً له مكانته، لاستعدَّ لذلك؛ فربُّ العالمين أولى بالتجمُّل، قال تعالى: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب (٣٢)} [الحج]، وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١].

رابعًا: الإسبال في الصلاة ويشمل الثوب و «البشت» والبنطال، والإسبال منهي عنه على وجه العموم، لقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي اللهُ عنه: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»، قال:


(١) انظر: المغني (٢/ ٢٨٦ - ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>