للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصدقة ويحث عليها ويدعو إليها بحاله وقوله.

ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - أشرح الخلق صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قَلبًا، فإِنَّ للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدر» (١).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا تَاتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ، وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَاّ دِينَارٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ عَلَيَّ» (٢).

ولما سُئِلَ - صلى الله عليه وسلم -: أي الصدقة أعظمُ، قال: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَامُلُ الْغِنَى، وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، أَلَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ» (٣).

ومن فضائل الصدقة: أنها إذا كانت من كسب حلال خالصة لوجه الله تعالى، فإِنَّ الله تعالى يقبلها بفضله، ويضاعف ثوابها لصاحبها أضعافًا مضاعفة، والله ذو الفضل العظيم.

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ - وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَاّ الطَّيِّبَ -، وَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ» (٤) فيأتي المؤمن يوم القيامة، وإذا بحسناته أمثال الجبال فيفرح بثواب الله.


(١) زاد المعاد (٢/ ٢٢ - ٢٣) بتصرف.
(٢) صحيح البخاري برقم (٦٤٤٤)، وصحيح مسلم برقم (٩٩١).
(٣) صحيح مسلم برقم (١٠٣٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) صحيح البخاري برقم (١٤١٠)، وصحيح مسلم برقم (١٠١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>