للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

للفقير إلى الله تعالى الشَّيخ الإمام العالم بدر الدين حسن بن الفقير إلى الله تعالى شهاب الدين أحمد بن عبد الهادى الفَقيه الحَنبلى أن يُفتى على مذهب الِإمام المُبَجّل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حَنْبَل رضى الله - تعالى - عنه، وكاتبه مستمر على الِإذن، وهو الِإذن بعد الإذن أكثر علماً من حاله للإِذن، وهو أهل لما أُذن له، فإنَّه - بحمدِ اللهِ - عالمٌ بما يُفتى به، وأرجو الله أن ينفعَ به غيره من الطَّلبة ويشغلهم، فإنَّه أهل للاشتغال والافتاءِ في الفقه، مع ما انضم إلى ذلك من العلوم غير الفقه من النحو والصرف وعلم الحديث وعلم التاريخ، بالقول والفعل، وهو في زيادةٍ، والله تعالى يفقّهُهُ ويسددُهُ بالقولِ والفعلِ، وقد فاقَ أبناءَ زمانهِ في العلوم المذكورة، واستحقَّ بذلك الِإذن من كاتبه وغيره عند من له علم وفهم، وأذن له كاتبه أن يفتى ويدرِّس، ويأذَن بالفتوى لغيره ممن يصلُحُ لذلك، فإنَّه قرأ على كاتبه زماناً طويلاً، وباحثه في العلم زمناً كثيرًا، فوجدته أزيدُ ممَّا وصفتُ، والله يوفقه ويسدّده في قوله وفعلَه بمنه وكرمه. وروينا عنه جزءَ أبي موسى زُغبة، ولى القضاء نيابةً (١)، وكان محموداً في ولايته، يقوم في الحق على الكبير والصغير، ورأيتُ في رقعة أرسلت إليه:

شُهُوْدُ وُدّىْ تُوّدَّى وهىَ صَادِقَةٌ ... وحاكِمُ البَيْنِ بالأسْجَالِ قد حَكَمَا

هبْ أَنَّنِى مَدْمَعِى قَد غابَ شاهِدُهُ ... أليسَ قلبُك قاض بالَّذى عَلِمَا

توفى ليلة الجمعة ثانى عشرين شهر رجب سنة تسعِ وتسعين وثمانمائة بالصَّالحية، وكانت وفاتُه (٢) قربَ ثلثِ اللَّيل أو نصفه، وألقى عليه


(١) في الضوء اللامع: ٩٢ عن العلا بن مفلح.
(٢) في الأصل: وكانت قرب وفاته قرب تكرير من النساخ.