للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ابن قاضى شهبة (١): الشيخُ الِإمامُ العلامةُ الحافظُ الزَّاهدُ الورعُ شيخُ الحنابِلة وفاضِلُهم، أوحدُ المحدِّثين زين الدِّين، وكان يلقَّبُ أولاً جمالَ الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الشَّيخ المقرئِ المحدّثِ شهابِ الدّين. أبو العباس أحمد بن رجب عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن مسعود البَغدادىّ ثم الدمشقىّ. قدم مع والده من بغداد إلى دمشق وهو صغيرٌ في سنة أربع وأربعين، وفيها ابن النَّقيب، وقال لي: قد أجزتك وولدك عبد الرحمن، كما أجازنى [التَّوْزَرِىُّ (٢)]. واشتغل بسماعِ الحديثِ ورَحَلَ فيه، وسمعَ من ابنِ الخبّازِ، وابنِ العطارِ بدمشق، ومن المَيْدُومِىِّ بمصر، ومن جماعةٍ من أصحابِ ابنِ النَّجار. قال ابنُ قاضى (٣) شُهبة: وقالَ شيخُنا: كان (٤) قرأ وأتقنَ الفَنَّ، ثم أكبّ على الاشتغال بمعرفة فنون الحديث وعلله ومعانيه وانفرد وحده بكتب، وشرح "التِّرمِذِىّ" في نحو عِشرين مجلَّداً، وشرحَ "أربعين" النَّوَوىّ شرحاً حَسَنًا، وشرع في شَرح البُخارى واخترمته المنيَّةُ، والقواعد (٥) التى له تدلُّ على معرفته بالمَذهب، وينقلُ كثيرًا من كلامِ المُتَقَدِّمين، وكانَ يحفظُ كثيرًا من كلام السَّلفِ، وكان مُنْجَمِعاً عن (٦) النَّاس، لا يُخالط ولا يَتَرَدَّدُ إلى


(١) تاريخ ابن قاضى شهبة: ١/ ٣ / ٤٨٨.
(٢) في الأصل: "النووى" والتصحيح عن ابن قاضى شهبة.
(٣) تاريخ ابن قاضى شهبة.
(٤) في الأصل: "قرى".
(٥) في الأصل: "المواعيد".
(٦) في الأصل: "على".