للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- عالم أديب ذواقة لا يقف عند البيت الذى يورده لإثبات القاعدة وإنما يروى المقطوعة الشعرية، والنادرة الطريفة التى تربى ذوقا، وتكسب تجربة.

- ثقافة دينية، ودراية واسعة بعلوم القرآن والحديث.

- أمانة علمية فائقة، ودقة تامة فى نسبة الأقوال لمن تقدم من العلماء.

[٧ - وفاته]

لا نعرف على وجه التحديد تاريخ وفاة «أبى عثمان»، وتجمع الروايات التى بين أيدينا على أنه توفى بعد الأربعمائة، شهيدا فى إحدى الوقائع.

يقول «ابن بشكوال» (١) فى الصّلة: «وتوفى بعد الأربعمائة شهيدا فى إحدى الوقائع.

ونقل السيوطى فى البغية (٢) عبارة ابن بشكوال».

ويقول «بروكلمان»: قتل فى إحدى الغزوات بعد سنة أربعمائة هـ ألف وعشر بعد الميلاد (٣).

وإذا رجعنا إلى المصادر التاريخية للتعرف على الظروف التى مرت بها «قرطبة» مع خاتم المائة الرابعة، والسنوات التى تلتها، وحاولنا الاعتماد على هذه الظروف فى الاقتراب من تحديد تاريخ الوفاة على وجه التقريب وجدنا أن «قرطبة» عاشت فى حالة صراع عنيف حول الخلافة، وفتن ضارية عصفت بحضارتها، وشردت الكثير من أبنائها (٤)، وعرفنا أن المسلمين شغلوا فى هذه الفترة عن الغزو الخارجى بالفتن الداخلية، ورجحنا أن «ابن الحداد السرقسطى» قد استشهد فى إحدى هذه الفتن وبخاصة فتن سنة أربعمائة، أو فتن سنة ثلاث وأربعمائة، وهو يدافع عن «قرطبة»، وعن حق الخليفة الذى آمن بأنّه صاحب الحق فى الخلافة من بين المطالبين.


(١) الصلة ١ - ٢١٤
(٢) بغية الوعاة ١ - ٥٨٩
(٣) بروكلمان الترجمة العربية ٣ - ٢٨١
(٤) انظر تاريخ ابن خلدون ٤ - ٣٢٦، ونفح الطيب ١ - ٤٠٤، والكامل لابن الأثير ٧ - ٢٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>