للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخيرا يصدر حكمه على هذا النوع من الكلام بقوله: «وكل ذلك وإن كان له معنى يفهم إلا أنه ضرب من الهذيان، والأولى به وبأمثاله أن يلحق بالشعبذة والمعالجة والمصارعة لا بدرجة الفصاحة والبلاغة» (١).

وكأني بصاحب المثل السائر يرمي من وراء هذا التعليق إلى التنبيه على خطورة الإسراف في اختراع الحيل البديعية التي تفسد الأدب والذوق معا، وتعطي الغلبة في صناعة القول للصنعة على الطبع.

ولعل فيما أوردناه عن ضياء الدين بن الأثير ما يعطي صورة عن فنون البديع التي عالجها كجزء من علم البيان لا كعلم قائم بذاته كما فعلت مدرسة عبد القاهر والزمخشري والسكاكي ومن تأثر بهم.

[٤ - التيفاشي المغربي]

هو أحمد بن يوسف التيفاشي المغربي المتوفى بمصر سنة ٦٥١ للهجرة، وله مؤلف في علم البديع أحصى فيه سبعين محسنا من المحسنات البديعية.

[٥ - زكي الدين بن أبي الأصبع المصري]

المتوفي سنة ٦٥٤ للهجرة، وله ثلاثة كتب هي: كتاب الأمثال (٢) وكتاب تحرير التجبير، وكتاب بديع القرآن.

أما كتاب «الأمثال» فيتضمن ما جمعه ابن أبي الأصبع من أمثال أبي تمام، وأمثال أبي الطيب المتنبي، وما ولّده أبو الطيب من أمثال أبي تمام،


(١) نفس المرجع. والشعبذة والشعوذة: خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين.
(٢) انظر بخصوص هذا الكتاب خزانة الأدب لا بن حجة الحموي ص ٨٣.

<<  <   >  >>