للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرجاء التي يطلب بها الأمر المحبوب المطموع فيه والممكن حصوله هي «لعل» و «عسى».

ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً، وقوله: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ، وقوله:

عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها.

ومن الشعر:

لعل خيال العامرية زائر ... فيسعد مهجور ويسعد هاجر

على الليالي التي أضنت بفرقتنا ... جسمى ستجمعني يوما وتجمعه (١)

عسى فرج يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر

عسى الأيام أن تدني حبيبا ... لقيت ببعده الكرب الشدادا

وقد تستعمل «ليت» في الرجاء لغرض بلاغي هو إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيله.

ومن أمثلة ذلك:

فليت هوى الأحبة كان عدلا ... فحمل كل قلب ما أطاقا

ليت الملوك على الأقدار معطية ... فلم يكن لدنيء عندها طمع (٢)

ليت المدائح تستوفي مناقبه ... فما كليب وأهل الأعصر الأول؟

إن كان يجمعنا حبّ لغرّته ... فليت أنا بقدر الحب نقتسم (٣)

[خامسا- النداء]

والنوع الخامس والأخير من أنواع الإنشاء الطلبي النداء: وهو طلب إقبال


(١) أضنت جسمي: أمرضته.
(٢) أي ليت الملوك يعطون الشعراء على قدر فضلهم ونبل أنفسهم فلا يطمع في عطائهم دنيء خسيس.
(٣) الغرة: الطلعة.

<<  <   >  >>