للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البحث السابع التشبيه المقلوب]

[١ - تعريفه]

هو تشبيه معكوس يصير فيه المشبّه مشبّها به بادّعاء أنّ وجه الشّبه فيه أقوى.

[٢ - أمثلته]

قال أحدهم (الكامل):

وبدا الصّباح كأنّ غرّته ... وجه الخليفة حين يمتدح

فالمشبه: غرّة الصّباح وتباشيره. والمشبّه به: وجه الخليفة.

فالشاعر شبّه تباشير الصّباح في ضيائها بوجه الخليفة عندما يسمع المديح. وقد خرج الشاعر على المألوف في تشبيهه لأنّ المألوف والمتداول أن يشبّه وجه الخليفة بتباشير الصّباح ولكنّ الشاعر عكس الآية بهدف الإغراب والمبالغة.

وقال بشّار (البسيط):

وذات دلّ كأنّ البدر صورتها ... باتت تغنّي عميد القلب سكرانا

المشبّه به: المرأة الحبيبة المدلّلة، والمشبّه: البدر. فالشاعر كسر المألوف وخلخل العلاقة بين المشبّه والمشبّه به، فقلب المعادلة وصدم القارئ لأنّه خرج على المألوف الذي استنفدت طاقاته الإيحائية، فخرّب العلاقة بين المشبّه والمشبّه به ليأتي بجديد مبالغ فيه.

<<  <   >  >>