للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البحث الأول الاستعارة باعتبار المستعار منه]

تقسم الاستعارة باعتبار ما يذكر من الطرفين الى:

١ - الاستعارة المكنيّة:

عرّفها السّكاكي بقوله (١): «هي أن تذكر المشبّه وتريد به المشبّه به دالّا على ذلك بنصب قرينة تنصبها. وهي ان تنسب إليه وتضيف شيئا من لوازم المشبّه به المساوية مثل أن تشبّه المنيّة بالسبع، ثم تفردها بالذكر مضيفا اليها على سبيل الاستعارة التخييلية فتقول: مخالب المنيّة نشبت بفلان طاويا لذكر المشبّه به، وهو قولك: الشبيهة بالسّبع».

وشاهد السكّاكي مأخوذ من قول الشاعر (الكامل):

وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع

إذ شبّه الشاعر المنيّة بالسّبع. فالمستعار منه (السبع) محذوف، وكني عنه بشيء من خصائصه (الأظفار). المستعار له (المنيّة) مذكور. القرينة (الأظفار) والجامع بينهما هو الاغتيال.

لمزيد من التوضيح يمكن القول: هي الاستعارة التي حذف منها المستعار منه (المشبّه به) ورمز اليه بما يدلّ عليه من صفاته، ولا بدّ فيها من ذكر المستعار له (المشبّه). مثال ذلك قوله تعالى وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ الذاريات: ٤١ شبّهت الريح التي لا تحمل المطر بالمرأة العاقر التي لا تحمل الجنين.


(١). مفتاح العلوم، السكّاكي، ت. نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت ١٩٨٣، ص ٣٧٨ - ٣٧٩.

<<  <   >  >>