للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللخطيب القزويني (ت ٧٣٤ هـ) تعريفان يكادان يكونان تعريفا واحدا، يقول في أولهما (١): «هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة» كما يقول في ثانيهما (٢):

«هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة».

وهكذا يقصّر المعنى الاصطلاحي عن المعنى القاموسي في إظهار أهمية البديع الذي بدأ خلقا لا على مثال إلى تحسين الكلام وبهرجته وتزيينه شريطة أن يطابق مقتضى الحال وتبقى الدلالة واضحة غير غامضة أو زائفة.

هذا المعنى الاصطلاحي المركّز على التزيين حمل بعض الدارسين على تحديد دوره وحصره بالصورة الصوتية عند ما قال:

«البديع والعروض والقافية علوم تهتم أساسا بالصورة الصوتية في التعبير الشعري» (٣).

[٢ - تطور مصطلحه]

خضع مصطلح البديع إلى مدّ وجزر في دلالته عند البلاغيين القدامى. لهذا كان لا بد من دراسته عبر حقبتين

زمنيتين هما:

١. الحقبة الأولى: وهي مرحلة ما قبل القرن السابع الهجري.

٢. الحقبة الثانية: وهي مرحلة القرن السابع الهجري وما بعده.


(١) التلخيص في علوم البلاغة، الخطيب القزويني ص ٣٤٧.
(٢). الإيضاح في علوم البلاغة، الخطيب القزويني، ص ٤٧٧.
(٣). الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنّقدي، الولي محمد، ص ٥١.

<<  <   >  >>