للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قال المفسر) أولاك وأولئك: إسمان للجمع، وليسا على حد الجموع الجارية على آحادها، وكل واحد منها يصلح أن يكون واحده: (ذاك). وأن يكون (ذلك) باللام، وإن كان لمؤنث فواحدها تلك، لأنهما يقعان للمذكر والمؤنث. والذي قاله الكسائي شيء لا يقتضيه قياس، ولا يقوم عليه دليل، فإنه تعلق بالسماع عن العرب، وقال: سمعت الذين يقولون للواحد، ذاك، يقولون إذا جمعوا لأولاك، فيقصرون، وسمعت الذين يقولون للواحد ذلك (باللام) يقولون إذا جمعوا: أولئك ويمدون. قلنا له: السماع أول دليل على بطلان هذه الدعوى، لأنا وجدنا من يقول: ذاك للواحد بغير لام، يقول للجميع: أولئك فيمد؛ ألا ترى أن الحطيئة قد قال:

تقول لي الصراء ست لواحد ... ولا اثنين فانظر كيف شرك أولائكا

وأنت امرؤ تبعي أباك صليبة ... هبلت ألما تشتقي من ضلالكا

وقال أيضاً:

أولئك قوم عن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

ومن العرب من إذا جمع قال: أولالك (باللام)، فقد كان يجب على

<<  <  ج: ص:  >  >>