للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدخول اللام متعدياً إلى مفعولين، لأن المعنى، شكرت لزيد فعله. وإنما يترك ذلك الفعل اختصاراً. ويدلك على ظهور المفعول في قول الشاعر:

شكرت لكم آلاءكم وبلاءكم ... وما ضاعمعروف يكافئه شكر

ومن هذا النوع قولهم: كلت الطعام، ووزنت الدراهم، فيعدونهما إلى مفعول واحد، ثم يدخلون اللام فيعدونهما إلى مفعولين، فيقولون: كلت الطعام لزيد، ووزنت الدراهم لعمرو. وإذا قالوا: كلت لزيد، ووزنت لعمرو، فإنما يتركون ذكر المكيل والموزون اختصاراً. وكذلك إذا قالوا: كلت زيداً ووزنت عمراً، حذفوا حرف الجر والمفعول الثاني اختصاراً، وثقة بفهم السامع.

وذكر ابن درستويه، أن نصحت زيداً، ونصحت لزيد من هذا الباب، وأن اللام إنما تدخله لتعديه إلى مفعول آخر، وأنهم إذا قالوا: نصحت لزيد، فإنما يريدون نصحت لزيد رأيي، أو مشورتي، فيترك ذكر المفعول اختصاراً، كما يتركون ذكره في قولهم: سكرت لزيد. وذكر أنه من قولهم نصحت الثوب: إذا خطته فان معنى نصحت لزيد رأيي: أحكمته، أي كما يحكم الثوب إذا خيط.

فعلى تلك الأوجه التي ذكرتها ينصرف هذا الباب.

[١] مسألة:

وذكر في هذا الباب قول الله تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) وقال معناه يخوفكم بأوليائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>