للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستغاثة تكون مفتوحة لما ذكرنا من مشابهة المنادى للمضمر، ففتحت معه كما تفتح مع المضمر في نحو: لك وله فإن عطفت على المستغاث به نحو: يا لزيد ولعمرو، كسرت لام المعطوف لأنّه يجوز في التوابع ما لا يجوز في المتبوعات والاستغاثة استدعاء مدعوّ طلبا للنصرة والمعونة، فإن أتيت بألف الاستغاثة نحو: يا زيداه فتحت آخره، ولا يجمع بين ألف الاستغاثة والّلام فلا يقال: يا لزيداه، لأنّ اللام توجب كسر آخره والألف توجب فتحه فتدافعا (١).

ذكر إعراب توابع المنادى (٢)

توابع المنادى المبنيّ إذا كانت مفردة، أو في حكم المفردة نحو: يا زيد العاقل، ويا زيد الحسن الوجه، ترفع حملا على لفظه، وتنصب حملا على محلّه، فتقول: يا تميم أجمعون وأجمعين (٣) ونحو ذلك، وأمّا توابع المعرب (٤) نحو: يا عبد الله الظريف فهو بنصب الظريف، ليس إلّا، لأنّك إن حملته على اللّفظ فهو منصوب، وإن حملته على الموضع فهو كذلك، وأمّا توابع المبنيّ المضافة؛ فإنّها إن كانت مضافة إضافة حقيقيّة، نحو: يا زيد غلام عمرو، وجب نصبها حتما، وأمّا إذا لم تكن الإضافة حقيقيّة نحو: يا زيد الحسن الوجه فإنّه يجوز فيه الرّفع والنصب، وإن عطفت على المنادى المبنيّ ما يلزمه الّلام نحو: الصّعق (٥) فنصبه عند المبرّد أوجه (٦)، نحو: يا زيد والرجل والصّعق بنصبهما، وإن كان المعطوف فيه اللام ولكن غير لازمة نحو: الحسن فرفعه عنده أوجه، لأنّه يمكن انتزاع اللام منه وتقدير حرف النّداء فيه فيكون وجود الّلام فيه كعدمه، بخلاف ما لم يجز انتزاع الألف والّلام فيه


(١) شرح الوافية، ١٩١.
(٢) الكافية، ٣٨٩ - ٣٩٠.
(٣) شرح الوافية، ١٩٣ وشرح التصريح، ٢/ ١٧٦.
(٤) في الأصل المغرب.
(٥) الصّعق: الشديد الصوت، والصّعق الكلابي اسمه خويلد أحد فرسان العرب سمّي بذلك لأنه أصابته صاعقة، وهي صفة تقع على كلّ من أصابه الصّعق، ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد وعمر علما كالنجم. لسان العرب، صعق.
(٦) المقتضب، ٤/ ٢١٢ - ٢١٣ وشرح المفصل، ٢/ ٣ وشرح الكافية، ١/ ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>