للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمّي، وتسكّنها وتحذفها وتبدلها ألفا كما قيل في: يا غلامي، ويجوز فيهما وجه آخر خامس: وهو حذف الألف وإبقاء الفتحة كقولك: يا بن عمّ ويا بن أمّ بفتحهما، ولا يجوز في غيرهما شيء من ذلك نحو: يا بن غلامي وما أشبهه وإذا كان المنادى المضاف إلى المتكلّم أبا أو أما، جاز فيه ما ذكر في المضاف إلى المتكلم حسبما قيل في يا غلامي (١) وجاز فيه وجوه أخر، وهي: يا أبت وأمت بكسر التاء المنقلبة عن الياء، وفتح التاء فيهما، وأبتا وأمتا بإثبات الألف والتاء فيهما معا، ولم يجز: يا أبتي ويا أمتي بإثبات التاء والياء معا، لأنّ التاء عوض عن ياء المتكلّم، ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوّض منه (٢) بخلاف أبتا وأمتا فإنّ التاء والألف معا بدل عن الياء (٣) وجاز في يا بُنَيَّ (٤) كسر الياء وهو الكثير، والفتح لاستثقال الكسرة والسكون مع التخفيف وقرئ في السّبعة (٥) بالجميع (٦).

ذكر التّرخيم (٧)

الترخيم من خصائص المنادى، وهو حذف في آخر المنادى تخفيفا لا لعلّة، ويجوز لضرورة الشعر ترخيم غير المنادى كقول الشّاعر: (٨)

ديار ميّة إذ ميّ تساعفنا ... ولا يرى مثلها عجم ولا عرب


(١) شرح الوافية، ١٩٧.
(٢) من حاشية الأصل.
(٣) شرح المفصل، ٢/ ١٢ وشرح الكافية، ١/ ١٤٨.
(٤) من الآية ٤٢ من سورة هود ونصها: يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين.
(٥) شرح الوافية، ١٩٨ وشرح الأشموني ومعه حاشية الصبان، ٣/ ١٥٦.
(٦) قرأ عاصم بفتح الياء والتشديد، والباقون بكسر الياء والتشديد وقرأ ابن كثير بإسكان الياء والتخفيف في لقمان، ١٣ «يا بني لا تشرك» أيضا. الكشف، ١/ ٥٢٩ والنشر، ٢/ ٢٨٩ والاتحاف، ٢٥٦.
(٧) قال ابن الحاجب في الكافية ٣٩٠: «وترخيم المنادى جائز، وفي غيره ضرورة، وهو حذف في آخره تخفيفا، وشرطه أن لا يكون مضافا ولا مستغاثا ولا مندوبا ولا جملة» وفي شرح الكافية للرضي، ١/ ١٤٩ «ولم يقل ولا مندوبا، لأن المندوب عنده ليس بمنادى» وقد سقط «ولا مندوبا» من شرح الكافية لابن الحاجب أيضا ١/ ٢٢٥.
(٨) البيت لذي الرّمة، ورد في ديوانه ٣، ونسب له في الكتاب ١/ ٢٨٠ - ٢/ ٤٧ برواية مساعفة مكان تساعفنا، والنوادر ٣٢ وأمالي وقيل: كانت تسمى ميّا ومية، فلا شاهد عندئذ في البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>