للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القائم بذات متعلّقه، ومتعلّق الموصوف هو أن يكون فاعل الصفة مضافا إلى ضمير الموصوف نحو: غلامه في مررت برجل حسن غلامه، فحسن صفة لرجل في اللفظ وهو في المعنى للغلام وصار الغلام من متعلّقات الرجل بإضافته إلى ضميره العائد عليه، أعني على الرجل، وقد يكون المتعلّق المذكور مفعولا للصفة نحو: مررت برجل مخالط أباه داء، فالمتعلّق وهو أباه مفعول للصفة التي هي مخالط (١).

والنعت الذي هو حال الموصوف يتبع الموصوف في عشرة أشياء: وهي الرفع والنصب والجرّ والتعريف والتنكير والإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، أي تجب موافقة الصفة للموصوف في هذه الأشياء، ولا يعنون أنّ العشرة تجتمع، لأنها متضادّة وإنّما يعنون أنّه لا بدّ من واحد من كلّ نوع فتجتمع أربعة من الرفع والنصب والجرّ، أحدها، ومن التعريف والتنكير أحدهما، ومن الإفراد والتثنية والجمع، أحدها، ومن التذكير والتأنيث أحدهما (٢)، والنعت الذي هو بحال متعلّق الموصوف يتبع الموصوف في الخمس الأول: أعني في اثنين من الخمس الأول: وهي الرفع والنّصب والجرّ والتعريف والتنكير، ولم يجعل تابعا للموصوف في الخمس الباقية وهي: الإفراد والثنية والجمع والتذكير والتأنيث بل كأنّ حكم النّعت بالنّظر إلى المتعلّق حكم الفعل، لأنّه مسند إلى الظاهر الذي بعده، وكما أنّ الفعل إذا أسند إلى الظاهر الذي بعده يجب إفراده، وإذا كان الفاعل مذكرا يجب تذكيره، وإذا كان الفاعل مؤنّثا حقيقيّا يجب تأنيثه، فكذلك الصفة لأنّها واقعة موقع الفعل وعاملة عمله (٣) فتقول: مررت

بامرأة قائم أبوها، وبرجل قائمة امرأته، ومررت برجل قاعد غلامه وبرجلين قاعد غلامهما، وبرجال قاعد غلمانهم بإفراد قاعد مع كون فاعله جمعا، وضعف قام رجل قاعدون غلمانه، لأنّ «قاعدون» مثل يقعدون لفظا ومعنى، فكما ضعف: قام رجل يقعدون غلمانه، ضعف قام رجل قاعدون غلمانه (٤)، ولكن يجوز من غير ضعف أن يقال: قام رجل/ قعود غلمانه، لأنّ قعود ليس مثل يقعدون لفظا (٥).


(١) شرح المفصل، ٣/ ٥٤ وشرح الكافية، ١/ ٣٠٨.
(٢) شرح الوافية، ٢٥٧ - ٢٥٨.
(٣) شرح الوافية، ٢٥٨.
(٤) لأن لحاق علامتي التثنية والجمع في الفعل المسند إلى الظاهر المثنى والمجموع ضعيف. شرح الكافية، ١/ ٣١١.
(٥) شرح المفصل، ٣/ ٥٤ وشرح التصريح، ٢/ ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>