للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالثة: ما يعود إليه الضمير في ربّ نحو: ربّه رجلا، لما قيل في نعم واعلم أنّ ربّ دخلت هنا على الضمير، وهي لا

تدخل على المعارف؛ لأنّ الضمير لمّا لم يعد على مذكور جرى مجرى الظاهر النكرة ومن أجل ذلك احتاج هذا الضمير إلى التفسير بالنكرة المنصوبة، ولو كان كسائر المضمرات لم يحتج إلى تفسير.

الرابعة: ما يعود إليه الضمير في: ضرباني وضربت الزيدين، وإنّما جوّزوا فيه الإضمار قبل الذكر، لأنّه لمّا ذكر المفسّر بعده كان مقدّما حكما.

وبني المضمر لشبهه بالحرف في افتقاره إلى ما يرجع إليه كافتقار الحرف إلى أمر غيره، لا يتمّ معناه إلّا به إنّ وقيل: إنّ صيغها المختلفة لمّا كانت دالة على أنواع الإعراب أغنى ذلك عن إعرابها (١).

ذكر تقسيم المضمر (٢)

المضمر إمّا متصل أو منفصل، أمّا المتصل فهو الذي لا يستقلّ بنفسه أي لا ينفك عن كلمة أخرى يتصل بها، وينقسم إلى بارز وإلى مستتر، فالبارز، إمّا أن يتصل باسم كالكاف في غلامك أو بفعل كالتاء في ضربت أو بحرف كالكاف في لك، والمستتر نحو ما في ضرب في قولنا، زيد ضرب كما سيأتي شرحه. وأمّا المنفصل فهو ما استقلّ بنفسه نحو: أنا، ونحن، والمضمر يكون مرفوعا ومنصوبا ومجرورا، لانّه اسم واقع موقع الظاهر، والظاهر على أحد هذه الأمور، لكنّ المرفوع متصل ومنفصل، والمنصوب أيضا متصل ومنفصل، وأمّا المجرور فلا يكون إلّا متصلا، لامتناع الفصل بين الجار والمجرور، فالمضمرات حينئذ خمسة أنواع (٣).

ذكر الضمير المرفوع المتّصل (٤)

وهو يقع لكلّ واحد من المتكلم والمخاطب والغائب على ستّة معان، لأنّ كلّا من المتكلّم والمخاطب والغائب إمّا مفرد، أو مثنّى، أو مجموع، وكلّ واحد منها إمّا مذكر أو مؤنث، وضعوا للمتكلّم لفظين: ضربت وضربنا، فضربت للمفرد المذكّر والمؤنث فالتاء ضمير الفاعل، وحرّك لأنّه اتصل بالفعل فلو سكّن اجتمع ساكنان على


(١) تسهيل الفوائد، ٢٩ والمساعد، ١/ ١١٨ - ١١٩ وشرح الأشموني، ١/ ١١٠.
(٢) الكافية، ٤٠٣.
(٣) شرح الوافية، ٢٧٣.
(٤) الكافية، ٤٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>