للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه لا به، والاسم المخبر عنه بالذي خبر مخبر به لا عنه.

واعلم أنّ قولهم: إنّ الألف واللام لا توصل إلّا بالجملة الفعليّة ليس على إطلاقه بل لا بدّ من قيد آخر، وهو أن يقال: الجملة الفعليّة التي لها تصرّف، ليمكن سبك اسم الفاعل والمفعول منها، فإنّ الأفعال الجامدة لا يمكن ذلك منها لأنها لا تتصرف (١) وهي ستة: ليس، وعسى، ونعم وبئس وفعل التعجب وحبّذا، وإذا تعذّر في الإخبار بالذي أحد الأمور الثلاثة، وهي: إمّا تصدير الذي، أو إقامة الضمير العائد مقام الاسم المخبر عنه، أو تأخير المخبر عنه خبرا، تعذّر الإخبار بالذي، فلا يصحّ الإخبار عن ضمير الشأن لأنّ له صدر الكلام فلا يؤخّر (٢) ولا عن الوصف بدون

الموصوف، لأنّه يلزم وقوع الصفة مضمرة، والمضمر لا يجوز أن يوصف به، فلو أخبرت عن الكريم في قولك: رأيت زيدا الكريم، وقلت: الذي رأيت زيدا إيّاه الكريم لم يجز، وكذلك لا يخبر عن الموصوف بدون صفته، لأنّه يلزم أن يقع المضمر موصوفا وذلك غير جائز، فلو أخبرت عن زيد، في قولك: رأيت زيدا الكريم وقلت: الذي رأيت إياه الكريم زيد لم يجز ذلك (٣) وكذلك الحال والتمييز لامتناع وقوع الضمير حالا أو تمييزا؛ لأنّ الضمير معرفة ويمتنع أن يكون شيء منهما معرفة، وكذلك المصدر العامل (٤) في نحو: أعجبني ضربي زيدا، لامتناع جعل الضمير عاملا مكان المصدر، لأنّ الضمير لا يعمل، وإن قدرت المصدر عاملا وقلت: الذي أعجبني هو زيدا ضربي، لم يجز أيضا، لأن المصدر لا يعمل مؤخرا، وإنّما قيّد المصدر بالعامل، لجواز الإخبار عن المصدر الغير العامل نحو: أن يقال في رأيت ضربك: الذي رأيته ضربك، وكذلك لا يخبر عن الضمير المستحق لغير الموصول، ولا عن الاسم المشتمل عليه، أمّا الضمير المستحق لغير الموصول فنحو الهاء في: زيد ضربته (٥) وأمّا الاسم المشتمل على الضمير المستحق لغير الذي


(١) انظر شرح الكافية، ٢/ ٤٥.
(٢) شرح المفصل، ٣/ ١٥٩.
(٣) المقتضب، ٣/ ٩١ وشرح الكافية، ٢/ ٤٤.
(٤) شرح المفصل، ٣/ ١٦٠.
(٥) قال ابن يعيش في شرحه على المفصل، ٣/ ١٥٩ ولم يجز ذلك لأنّ هذه الهاء عائدة إلى زيد، ولو أخبرت -

<<  <  ج: ص:  >  >>