للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

... أما ترى حيث سهيل طالعا

بنصب حيث لأنّ الموجب لبنائها قد زال (١) وجرّ سهيل بإضافتها إليه ونصب طالعا حالا من حيث.

ومنها: إذا الشرطية (٢) وإنّما بنيت لتضمّنها معنى حرف الشرط (٣) ولا يجازى بها في غير الشعر، ولا يقع بعدها إلّا الجملة الفعليّة غالبا (٤)، إمّا ظاهرة نحو: إذا جاء زيد فأكرمه، أو مقدّرة نحو قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (٥) أي إذا انشقّت السّماء انشقّت، وقد تتجرّد عن معنى الشّرط وتبقى للزّمان فقط (٦) كقوله تعالى:

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (٧) إذ التقدير أقسم بالليل حاصلا في وقت غشيانه.

ومنها: إذا التي للمفاجأة نحو: خرجت فإذا السبع، أي فاجأت زمان وجود السبع (٨)، وقد تقع جوابا للشرط كالفاء لما بين التعقيب والمفاجأة من المناسبة كقول تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٩) أي فهم يقنطون، وهي ظرف معمول لما دلّ عليه من معنى فاجأت، ويلزم المبتدأ بعدها غالبا، لأنّه لا بدّ من إضافتها إلى جملة، فإنّك إذا قلت: خرجت فإذا زيد، فزيد مبتدأ وخبره محذوف أي فإذا زيد مفاجئ، فحذف لدلالة المعنى عليه.


- ٢/ ٢٥٤ وشرح الشواهد، ٢/ ٢٥٤.
(١) وهو افتقارها إلى الجملة بعدها المقتضي لبنائها، فهي معربة حينئذ ونصبت إما على الظرفية أو على المفعولية، إذا جعلت ترى من رؤية القلب، وقيل هي مبنية دائما. شرح الشواهد، ٢/ ٢٥٤.
(٢) الكافية، ٤٠٧.
(٣) شرح المفصل، ٤/ ٩٥.
(٤) قال: غالبا، لأن الكوفيين والأخفش أجازوا إضافتها إلى الجملة الاسمية. شرح ابن عقيل ٣/ ٦١.
(٥) الآية ١ من سورة الانشقاق.
(٦) هذا مذهب ابن الحاجب في الآية، قال في شرح الكافية، ٢/ ٥٦٠ وقد تقع لمجرد الظرفية كقوله تعالى «الآية» لأنك لو جعلتها للشرط وجب أن يكون جوابها ما دل عليه (أقسم) المقدر الإنشائي فيفسد المعنى إذ يصير القسم مقيدا. وانظر شرح الكافية للرضي، ٢/ ١١١ - ١١٢ والمغني، ١/ ١٠٠.
(٧) الآية ١ من سورة الليل.
(٨) وهي عند الأخفش حرف، والمصنف جعلها ظرفا على مذهب الزجاج فيها. انظر رصف المباني ٦١ والمغني، ١/ ٨٧.
(٩) من الآية ٣٦ من سورة الروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>