للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأذن، وكذلك كلّ عضو زوج غير الخدّين وذلك كاليد، فإنّه مؤنث معنويّ أعني تقديريّا (١) ويستدلّ على المؤنّث

المعنوي بأمور منها الإشارة، نحو: هذه قدر، وعود الضمير، نحو: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (٢) والنّعت، كدار واسعة، والحال، كأبصرت الشمس مشرقة، والخبر: كالشمس طالعة، ولحوق علامة التأنيث في الفعل، كقوله تعالى: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٣).

ويجب أن يسند الفعل المتصرّف أو شبهه إلى المؤنّث الظاهر الحقيقي بالتاء (٤) كقولك: قامت هند، وزيد قائمة جاريته، وأنت في ظاهر غير الحقيقي بالخيار إن شئت ألحقت التاء، وإن شئت لم تلحق، كقولك: جاءت البيّنة وجاء البينّة (٥)، وأمّا تأنيث الأعلام فالمعتبر فيه المعنى دون اللفظ، لأنّها نقلت من معناها إلى مدلول آخر، فاعتبر فيها المدلول الثاني دون الأول، فلا يقال: جاءت طلحة وأعجبتني طلحة (٦) خلافا لبعض الكوفيين، واعلم أنّه يجوز حذف التاء من المسند إلى الحقيقي إذا فصل بين الفعل والمؤنّث فاصل، ولم يلبس، كقولهم: حضر القاضي اليوم امرأة وكقول الشاعر: (٧)

لقد ولد الأخيطل أمّ سوء ... ...

وإذا أسند الفعل إلى ضمير المؤنّث، لزمت التاء، سواء كان مؤنّثا حقيقيّا أو غير حقيقي، كقولك: هند قامت، والشمس طلعت، لأنّ المضمر لمّا كان أشدّ اتصالا


(١) في حاشية ياسين على شرح التصريح، ٢/ ٢٨٦ ما كان من الأعضاء مزدوجا فالغالب عليه التأنيث إلّا الحاجبين والمنخرين والخدّين فإنّها مذكرة والمرجع السّماع.
(٢) الآية ١ من سورة الشمس.
(٣) الآية ٢٩ من سورة القيامة.
(٤) الكافية، ٤١٠.
(٥) شرح الوافية، ٣١٤ والنقل منه.
(٦) المقتضب، ٣/ ٢٤٨.
(٧) هذا صدر بيت لجرير وعجزه:
على باب استها صلب وشام
ورد في ديوانه، ٥١٥ وورد منسوبا له في شرح المفصل، ٥/ ٩٢ وشرح الشواهد، ٢/ ٥٢ وورد من غير نسبة في المقتضب، ٢/ ١٤٥ - ٣/ ٣٤٩ والخصائص، ٢/ ٤١٤ وأمالي ابن الشجري، ٢/ ٥٥ والإنصاف، ١/ ١٧٥ الصّلب: جمع صليب، والشام: جمع شامة وهي نقطة سوداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>