للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاء، كقولك: إن أكرمتني أكرمتك، إلّا إذا كان الجزاء الماضي المذكور مع قد لفظا أو معنى فيجب دخول الفاء كقوله تعالى: قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ (١) ومثال معنى قد قوله تعالى: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢) وإذا وقع المضارع جزاء مثبتا أو منفيا بلا، جاز دخول الفاء وجاز حذفها، لصحّة تقدير تأثير الشّرط فيهما وصحّة نفي تأثيره، فدخولها نحو: إن قمت فيقوم أي فهو يقوم، قال الله تعالى: وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ (٣) وحذفها نحو: إن قمت تقم، ومثال دخولها في المضارع المنفي بلا، قوله تعالى: فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (٤) ومثال حذفها قوله تعالى:

وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً (٥) هذا إذا كان الجزاء منفيا بلا خاصة، فأمّا إذا لم يكن الجزاء كذلك فيجب دخول الفاء (٦) سواء كانت الجملة اسميّة كقوله تعالى: أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ (٧) أو أمرا كقوله: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي (٨) أو نهيا كقوله تعالى: فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ (٩) أو استفهاما نحو: إن تركتنا فمن يرحمنا، أو دعاء نحو: إن أكرمتنا فيرحمك الله، وقد ورد حذف هذه الفاء شاذا، كقول الشاعر (١٠):


(١) من الآية ٧٧ من سورة يوسف.
(٢) من الآية ٢٦ من سورة يوسف.
(٣) من الآية ٩٥ من سورة المائدة.
(٤) من الآية ١٣ من سورة الجن.
(٥) من الآية ١٢٠ من سورة آل عمران.
(٦) بعدها ثلاثة أسطر مشطوب عليها تعذرت قراءتها وظاهر من بعض كلماتها أنها تكرار لقوله السابق جاز دخول وجاز حذفها ... إلخ قوله تأثيره ... وقد أتى الطمس بعد ذلك على عدد من الآيات القرآنية المذكورة.
(٧) من الآية ٣٤ من سورة الأنبياء.
(٨) من الآية ٣١ من سورة آل عمران.
(٩) من الآية ١٠ من سورة الممتحنة.
(١٠) وعجزه:
والشر بالشرّ عند الله مثلان
والبيت اختلف حول قائله فقد ورد منسوبا لحسان بن ثابت في الكتاب ٣/ ٦٥ - ١١٤ وليس في ديوانه، وورد منسوبا لعبد الرحمن بن حسان في المقتضب، ٢/ ٢٠ والمغني، ١/ ٦٥ - ٩٨ - ٢/ ٤٢٢ - ٤٢٣ وشرح -

<<  <  ج: ص:  >  >>