للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرط نحو: من، فلا تحذف أفعالها لكونها فرع إن الشرطيّة فلا يتصرّف فيها كما تصرّف في إن إلّا في الضرورة كقول الشّاعر: (١)

فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن ... ومن لا نجره يمس منّا مفزّعا

وتقديره: فمن نؤمنه نحن، ومن أجل أنّ لو وأن يلزمان الفعل، قيل: لو أنك انطلقت (٢) بأن المفتوحة المشددّة لأنّها في تأويل المفرد، لكونها هي وما عملت فيه فاعلا للفعل المقدّر بعد لو، والتقدير: لو تحقّق أو ثبت انطلاقك انطلقت، وإنّما كان الفعل المقدّر تحقّق أو ثبت، لما في أنّ من الدلالة على التحقيق والثبوت ولأجل دلالة أنّ على ذلك، استغني عن فعل مفسّر للفعل المقدّر المذكور ولكن التزم أن يكون خبر أنّ في هذه الصورة فعلا إن أمكن (٣) ليكون كالعوض عن لفظ الفعل المفسّر لتحصل لأنّ المفتوحة المشددة التقوية بصورة الفعل فلذلك جاز: لو أنك انطلقت لانطلقت ولم يجز: لو أنك منطلق انطلقت، لفوات التقوية بصورة الفعل، لأنّه أوقع منطلق مع إمكان انطلق (٤)، ومنه قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٥) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (٦) ويلزم أن يكون الفعل الواقع في خبر أنّ هذه ماضيا ليطابق معنى لو في الماضي، أمّا إذا تعذّر أن يكون خبر أنّ فعلا بأن يكون جامدا، جاز أن يقع غير فعل حينئذ نحو: لو أنك زيد لأكرمتك، لتعذّر الإتيان بالفعل ومنه

قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ


(١) البيت لهشام المرّي ورد منسوبا له في الكتاب، ٣/ ١١٤ وشرح شواهد المغني، ٢/ ٨٣٩ ونسبه صاحب الخزانة، ٣/ ٦٤٠ إلى مرة بن كعب بن لؤي القرشي (طبعة بولاق) وورد البيت من غير نسبة في المقتضب، ٢/ ٧٣ والإنصاف، ٢/ ٦١٩ ومغني اللبيب، ٢/ ٤٠٣ وهمع الهوامع، ٢/ ٥٩.
(٢) الكافية، ٤٢٧.
(٣) قوله هذا تبع فيه ابن الحاجب في شرح الوافية، ٤١٢ وخالف ذلك ابن مالك في التسهيل، ٢٤٠ إذ قال:
«وإن وليها أنّ لم يلزم كون خبرها فعلا خلافا لزاعم ذلك» وفي الرضي، ٢/ ٣٩١ «فلا نشك أن استعمال الفعل في خبر أن الواقعة بعد لو أكثر، وإن لم يكن لازما».
(٤) بعدها في الأصل مشطوب عليه «وهي تفيد التحقيق والثبوت فيدل حينئذ على الفعل المقدر المحذوف وهو تحقق أو ثبت فيكون التقدير لو ثبت انطلاقك انطلقت» وقد ذكر قبل.
(٥) من الآية ٥ من سورة الحجرات.
(٦) من الآية ١٠٣ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>