للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: إزالة اجتماعهما. إمّا بحذف أحدهما أو بتحريكه.

ذكر القسم الأول وهو التقاء الساكنين من غير تغيير (١)

وله أربع صور:

إحداها: أن يلتقيا على حدّهما وهو أن يكون الساكنان في كلمة واحدة حال الدرج، والساكن الأول حرف مدّ ولين، والثاني مدغم والمراد بحرف المدّ واللين الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو قوله تعالى: وَلَا الضَّالِّينَ (٢) والْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ (٣) ونحو قولك: تمودّ (٤) الثوب وهو من تماددنا الثوب إذا بنيته لما لم يسمّ فاعله، فتضمّ التاء وما بعدها مثل:

تضورب، وإنما وجب في التقاء الساكنين على حدّهما أن يكون الاول حرف مدّ ولين، والثاني مدغما، لما في حرف المدّ من المدّ القائم مقام الحركة بسبب استمرار الصوت المتوصّل به إلى النطق بالسّاكن بعده، ولما في الحرف المشدّد من سهولة النطق لعمل اللّسان عملا واحدا، ولا بدّ في التقائهما على حدّهما من حصول هذين الشرطين (٥) فإنّ حرف المدّ وحده في نحو: قوم، أو المدغم وحده في نحو: يشدّ لا يكفي ويجب إزالتهما حينئذ بتحريك ميم قوم وشين يشدّ، ولا بدّ مع ذلك أن يكونا في كلمة واحدة، لأنّه لو كان المدّ في آخر كلمة، والمدغم في أول أخرى لم يكن إجتماعهما على حدّهما ووجب إزالة اجتماعهما بحذف الأول نحو: قالوا ادّارأنا (٦)، وقالا ادّارأنا (٧)، وفي ادّارأنا، فتحذف الواو والألف والياء في هذه الصور.


(١) المفصل، ٣٥٢ - ٣٥٣.
(٢) من الآية ٧ من سورة الفاتحة.
(٣) الآيتان ١ - ٢ من سورة الحاقة.
(٤) في الأصل: وتمود الثوب.
(٥) الكتاب، ٤/ ٤٣٨ وشرح المفصل، ٩/ ١٢١
(٦) أصله تدارأنا، أي اختلفنا، فأدغمت التاء في الدال واجتلبت الألف ليصح الابتداء بها، شرح الشافية للجاربردي، ١/ ١٥١.
(٧) في الأصل وكذا التي تليها: أدّرأنا، وانظر شرح الشافية للجاربردي، ١/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>