للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا ابنم فأصله ابن زيدت عليه الميم للمبالغة والتوكيد كما زيدت في زرقم وستهم بمعنى عظيم الزّرقة، والعظيم العجيزة أي الأست. وليست الميم بدلا من اللّام المحذوفة من ابن، وإلّا لكانت اللّام كالثابتة وبطل دخول همزة الوصل.

وأمّا اسم فأصله سمو بكسر فاء الفعل (١) فحذفت لامه التي هي الواو وسكّن أوله، وعوّض همزة الوصل. كما قيل في ابن.

وأما است فأصله سته على وزن فعل بفتح العين فحذفت اللّام التي هي الهاء وعوّض بهمزة الوصل كما قيل في ابن، ومنهم من حذف العين وهي تاء سته فصار «سه» وهو قليل (٢) ومنه قوله عليه السّلام: «العين وكاء السّه» (٣).

وأمّا اثنان فأصله ثنيان بتوالي ثلاث فتحات مثل: غليان وهو من ثنيت بدليل وقولهم: ثنويّ فحذفت ياؤه على غير قياس، بقي ثنان، فأسكنت فاؤه وجعلت/ همزة الوصل، عوضا مما حذف منه.

وأما اثنتان فالقول فيها كالقول في اثنين (٤) والتاء فيها للتأنيث.

وأمّا امرؤ فخففت الهمزة من آخره بالحذف لكثرة الاستعمال وعوّض منها همزة الوصل ولم يحذفوا همزة الوصل إذا رجعت الهمزة لأنّ حذف هذه الهمزة سائغ أبدا، فلما كانت إذا رجعت بصدد الزوال صار وجودها كعدمها قال ابن يعيش في شرحه:

وكثرت هذه الكلمة في كلامهم حتّى صارت عبارة عن كلّ ذكر وأنثى من الناس (٥) وأمّا امرأة فالقول فيها كالقول في امرئ.

وأما أيمن الله فقد تقدّم الكلام على معناها في القسم، وأمّا همزتها فهي همزة وصل عند البصريين عوضا عن اللّام المحذوفة وهي نون أيمن في قولك: أيم الله (٦)


(١) المسألة خلافية انظرها في الإنصاف، ١/ ٦ وشرح الشافية، ٢/ ٢٥٨ وشرح الأشموني، ٤/ ٢٧٥.
(٢) ويجوز فيها الفتح والضم، اللسان ستة، وديوان الأدب للفارابي، مادة فعلم.
(٣) انظر تخريجه في ١/ ٣٧١.
(٤) وأصلها ثنتيان كشجرتان، شرح الجاربردي، ١/ ١٦٤.
(٥) وبعدها في شرح المفصل، ٩/ ١٣٤ أعلوها لكثرة استعمالهم إياها.
(٦) الكتاب، ٤/ ١٤٨ وشرح الشافية للجاربردي، ١/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>