للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الإلحاق (١) ولو قلنا بزيادة الميم واللام معا لنقص الاسم عن مثال الأصول، فلزم أن تكون الميم أصلا، وأمّا منجنون فميمه أصلية وقد تكررت فيه النون عينا ولاما للإلحاق بعضر فوط فوزنه فعللول إذ ليس في العربية منفعول، ومن الدليل على أصالة النون أيضا جمعه على مناجين، وإذا ثبتت أصالة النون فيه ثبتت أصالة الميم، وإلّا لكان وزنه مفعلول، وهو معدوم في كلامهم (٢) وأيضا فاجتماع زيادتين في أول الكلمة لا يكون إلّا فيما كان جاريا على الفعل نحو: منطلق ومستخرج (٣) وأمّا منجنيق ففي أصالة الميم خلاف ومذهب الأكثر (٤) أنّها أصل، والنون زائدة لقولهم: مجانيق فسقوطها في الجمع دليل على زيادتها وإذا ثبتت زيادة النون، قضي بأصالة الميم، لأنّه لا يجتمع زيادتان في أوّل الاسم، إلّا أن يكون جاريا على فعله في نحو: منطلق ومستخرج، وإذا كانت الميم أصلا فيه/ كان وزنه فنعليل، وأمّا إذا وقعت أولا خامسة فهي أصل كمرزنجوش (٥) لما سبق من أنّ زيادة الهمزة مستثقلة في ذوات الأربعة لطولها فلم يكونوا ليزيدوا الثقيل ثقلا، وإذا كانت لا تزاد أولا في ذوات الأربعة فذوات الخمسة بذلك أولى، فيحكم بأصالتها ما لم يقم دليل على الزيادة. وأمّا الميم التي تقع غير أول (٦) فهي أصل لأنّه ليس بموضع زيادتها إلّا أن يدلّ دليل على الزيادة كميم دلامص (٧) وقمارص وهرماس وزرقم، أمّا دلامص وهو البرّاق فلقولهم: دلاص (٨) وأمّا قمارص وهو الحامض، فلقولهم: لبن قارص لكونه يقرص اللسان (٩) وأمّا


(١) الممتع، ١/ ٢٤٩.
(٢) الإيضاح، ٢/ ٣٨٤ والممتع، ١/ ٢٥٦.
(٣) الكتاب، ٤/ ٢٩٢ والمنصف، ١/ ١٤٥.
(٤) كسيبويه والمازني وابن جني، الكتاب، ٤/ ٢٩٣ والمنصف، ١/ ١٤٦ وشرح المفصل، ٩/ ١٥٣.
والممتع، ١/ ١٥٣.
(٥) المزرجوش: نبت وزنه فعللول بوزن عصرفوط، والمرزنجوش لغة فيه، اللسان، مزرجش، وقال ابن جماعة، ١/ ٢٢١ هو المردقوش وكلاهما معرب.
(٦) بعدها مشطوب عليه (أي تقع حشوا).
(٧) في الأصل دلامص بفتح الدال، وهي بضمها في الكتاب، ٤/ ٣٢٥ - ٣٧٤ والمقتضب، ١/ ٥٩ واللسان دلص.
(٨) الكتاب، ٤/ ٢٧٤ - ٣٢٥ والمقتضب، ١/ ٥٩ والمنصف، ١/ ١٥١.
(٩) من شدة حموضته، اللسان، قرص.

<<  <  ج: ص:  >  >>