للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقيس عليه، وغير المضمومة إمّا مكسورة أو مفتوحة أما الواو المكسورة فقد أبدلوا الهمزة منها إذا وقعت أولا إبدالا غير مطرد نحو: وشاح ووسادة ووفادة وهو اسم الوفد، فتقول: إشاح وإسادة وإفادة بهمز ذلك كله (١) وقد رأى المازنيّ (٢) أنّ الإبدال من المكسورة خاصّة مقيس مطّرد وقرأ (٣) أبيّ (٤) وسعيد (٥) من إعاء أخيه (٦) أي «وعاء أخيه» وأما المكسورة الواقعة حشوا نحو: طويل، فلم تهمز بوجه، وأمّا الواو المفتوحة فقد أبدل منها الهمزة على قلّة في نحو قولهم: امرأة أناة والأصل وناة، لثقل حركتها بسبب عظم عجيزتها وفي نحو: أسماء اسم امرأة، فإنّ همزتها بدل من واو مفتوحة، لأنّ الأصل وسماء من الوسامة وهو الحسن وفي نحو:

أحد فإنّ همزته أيضا بدل من واو مفتوحة لأنّ الأصل وحّد من الوحدة، وأما ما بالدار من أحد فهمزته أصلية لأنه ليس بمعنى الوحدة (٧) وفي الحديث أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأى سعد بن أبي وقاص (٨) يدعو ويشير بأصبعيه في الدّعاء فقال له صلّى الله عليه وسلّم: أحّد


(١) الكتاب، ٤/ ٣٣١.
(٢) قال في المنصف، ١/ ٢٢٨ - ٢٢٩ واعلم أن الواو إذا كانت أولا وكانت مكسورة فمن العرب من يبدل مكانها الهمزة، ويكون ذلك مطردا فيها فيقولون في وسادة إسادة ... وفي شرح المفصل، ١٠/ ١٤ واعلم أن أكثر أصحابنا يقفون في همز الواو المكسورة على السماع دون القياس. وانظر شرح الأشموني، ٤/ ٢٩٦.
(٣) انظرها في المحتسب، ١/ ٣٤٨ وفي البحر، ٥/ ٣٣٢ وذلك مطرد في لغة هذيل.
(٤) هو أبيّ بن كعب بن قيس صحابيّ جليل من أصحاب العقبة الثانية شهد بدرا والمشاهد كلّها وهو أول من كتب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وقرأ عليه القرآن، وقرأ عليه من الصحابة ابن عباس وأبو هريرة مات سنة ٢١ هـ وقيل ٢٣ هـ انظر ترجمته في الإصابة، ١/ ١٩ وغاية النهاية، ١/ ٣١ وشرح صحيح الترمذي لابن العربي المالكي، ١٣/ ٢١٥ - ٢٦٣. وطبقات الفقهاء، للشيرازي ٤٤ - ٤٥ وطبقات الحفاظ، للسيوطي، ٥.
(٥) هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي كان فقيها ورعا من سادات التابعين قرأ القرآن على ابن عباس وقرأ عليه أبو عمرو وقصته مع الحجاج مشهورة معروفة مات سنة ٩٢ وقيل ٩٥ هـ. انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ٢/ ٣٧١ وغاية النهاية، ١/ ٣٠٥ وتذكرة الحفاظ، للذهبي، ١/ ٧٣ وطبقات المفسرين، ١/ ١٨١ وطبقات الحفاظ، ٣١ وطبقات الفقهاء، ٨٢ والأعلام، ٣/ ١٤٥.
(٦) من الآية ٧٦ من سورة يوسف.
(٧) الكتاب، ٤/ ٣٣١ وشرح الأشموني، ٤/ ٢٩٧.
(٨) هو سعد بن مالك بن أهيب بن أبي وقاص أحد العشرة وآخرهم موتا، روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم كثيرا، وروى عنه سعيد بن المسيب، وكان أحد الفرسان وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وقد ولى الكوفة لعمر وهو الذي بناها ثم عزل ووليها لعثمان مات سنة ٥١ هـ وقيل: ٥٤ وقيل: ٥٦ وقيل: ٥٧ هـ انظر ترجمته -

<<  <  ج: ص:  >  >>