للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا اتفاقهما افيتفقان في وقوعهما فاء كوعد ويسر، وعينا كقول وبيع، ولاما كغزو ورمي، ويتفقان أيضا في وقوعهما عينا ولاما معا فمثال الواو عينا ولاما: قوة، ومثال الياء عينا ولاما: حيّة ويتفقان في وقوعهما مجتمعتين في أول الكلمة وتقدّم كلّ منهما على الأخرى نحو: ويح ويوم ولكنّ تقديم الواو أكثر فباب ويح أكثر من باب (١) يوم. وأمّا اختلافهما:

فمنه: أنّ الواو تقدّمت فاء على الياء لاما نحو: وفيت، وأنّها تقدمت أيضا عينا على الياء لاما نحو: طويت دون العكس أي دون أن تتقدّم الياء على الواو، وكذلك فإن قيل: فالحيوان قد تقدمت فيه الياء عينا على الواو لاما فالجواب: أن الأصل في حيوان عند الخليل وسيبويه حييان (٢)، لأنّه من حييت، والحيّة من ذلك، وإنّما قالوا: حيوان لأنّ اختلاف الحرفين أخفّ من اتفاقهما.

ومنه: أنّ الياء وقعت مضاعفة فاء وعينا معا، ولم يأت ذلك إلّا في كلمة واحدة وهي «يين» اسم مكان (٣) ولا تقع لواو كذلك، والمراد بالتضعيف أن يتجاور المثلان (٤).

ومنه: أنّ الياء وقعت فاء ولاما معا نحو قولهم: يديت إليه يدا (٥). ومنه: أنّ الياء وقعت فاء وعينا ولاما في قولهم: يييت ياء حسنة إذا كتبتها، ولم تقع الواو فاء ولاما إلا في قولهم واو، وكذلك لم تقع الواو فاء وعينا ولاما إلّا في

الواو على قول الأخفش إن ألفها منقلبة عن واو فهي على قوله موافقة للياء في يييت، وقال الفارسيّ:

إنّ ألف واو منقلبة عن ياء (٦) فهي على قوله موافقة لها في يديت وهو أولى من قول الأخفش فإنّه لم يسمع كلمة كلّها من حرف واحد إلّا يييت وهو شاذ، ولكون العربيّة ليس فيها كلمة فاؤها/ ولامها واو، جعلوا كون الفاء واوا، دليلا على أنّ اللّام ياء


(١) شرح المفصل، ١٠/ ٥٥ والنقل منه مع تصرف يسير.
(٢) الكتاب، ٤/ ٤٠٩ والمقتضب، ١/ ١٨٦ والمنصف، ٢/ ٢٨٤.
(٣) معجم البلدان، ٥/ ٤٥٤.
(٤) شرح المفصل، ١٠/ ٥٥.
(٥) المرجع السابق، ١٠/ ٥٥.
(٦) المرجع السابق، ١٠/ ٥٨ والممتع، ٢/ ٥٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>