للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا دار هند عفت إلّا أثافيها ... ...

فحذفت الفتحة من أسمو وهي منصوبة بأن، ومن تلاقي وهي منصوبة بحتّى ومن أثافيها وهي منصوبة على الاستثناء، للضرورة ومن ذلك المثل/ «أعط القوس باريها» (١) والأمثال يقع فيها ما لا يقع في غيرها، وقيل: إنهما سكنتا في ذلك تشبيها للواو والياء بالألف، وقيل حملوا النصب على الرفع لأنّ الرفع بالتسكين كما سيأتي.

وأمّا حالهما مع الرفع فهما تسكّنان (٢) فيه استثقالا للضمّة عليهما وقبلهما إما ضمّة في الواو أو كسرة في الياء وقد شذّ التحريك في قول الشّاعر: (٣)

... ... موالي ككباش العوس سحّاح

والعوس: ضرب من الغنم، وسحّاح: سمان، والشاهد تحريك ياء موالي بالضمّ وإنما جاء التحريك في الياء دون الواو لأنّ الياء أخفّ فاحتملت ذلك. وأما حالهما مع الجرّ (٤) فهو يختصّ (٥) بالياء لما تقدّم من أنّ الاسم المتمكن لا يكون آخره واوا قبلها ضمّة، وحكم الياء لاما في الجرّ حكمها في الرفع وهو التسكين استثقالا للكسرة على الياء مع الكسرة التي قبلها، وقد شذّ تحريك الياء في الجرّ كما شذّ في الرفع فمنه قول الشّاعر: (٦)


- وأمالي ابن الشجري، ١/ ٢٩٦ وشرح شواهد الشافية، ٤/ ٤١٠.
(١) ومعناه استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق. انظر المثل في جمهرة الأمثال، ١/ ٥٠ والمستقصى، ١/ ٢٤٧ ومجمع الأمثال، ١/ ٤٧٩ وفصل المقال، ٢٤١.
(٢) المفصل، ٣٨٥.
(٣) هذا عجز بيت صدره:
قد كاد يذهب بالدّنيا وبهجتها
وفي رواية ولذتها، وقد نقل البغداديّ في شرح شواهد الشافية، ٤/ ٤٠٢ عن ابن المستوفي أن هذا البيت نسبه أبو بكر السراج لجرير، وليس في ديوانه. وورد العجز من غير نسبة في المفصل، ٣٨٥ وشرح المفصل، ١٠/ ١٠٣ وشرح الشافية، ٣/ ١٨٢ وورد البيت من غير نسبة في شرح الشافية، لنقره كار، ٢/ ٢١٩ ومناهج الكافية، ٢/ ٢١٩ وفي رواية: مواليء.
(٤) المفصل، ٣٨٥ - ٣٨٦.
(٥) غير واضحة في الأصل.
(٦) البيت لجرير بن عطية ورد في ديوانه، ٤٥٥ وورد البيت منسوبا له في الكتاب، ٣/ ٣١٤ والمقتضب، ١/ ١٤٤ - ٣/ ٣٥٤ والخصائص، ٣/ ١٥٩ والمنصف، ٢/ ٨٠ - ١١٤ وشرح المفصل، ١٠/ ١٠٤ وشرح -

<<  <  ج: ص:  >  >>