للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أنّ إدغام ما ذكر ليس بلازم بل يجوز فيه الإظهار لأنّ هذه اللّام قد تسكّن وقد تحذف في المضارع كما تقدّم فليست مما تلزمها الحركة في كلّ حال كالصحيح نحو: شدّ لأنّ الدّال لا تحذف بوجه فتقول على الإظهار في الواحد: حيي زيد وفي الجمع حيوا كما تقول: عموا (١) قال الشّاعر: (٢)

وكنّا حسبناهم فوارس كهمس ... حيوا بعد ما ماتوا من الدّهر أعصرا

والأصل: حييوا، فحذفت ضمة الياء الثانية تخفيفا فالتقى ساكنان هي والواو فحذفت الياء وضمّت الياء الباقية وهي الأولى لأجل الواو بقي: حيوا.

وإذا بنيت من هذه الأفعال فعل ما لم يسمّ فاعله جاز في أحيي من أحيا، وفي استحيي من استحيا وفي حويي من حاياه يحاييه الإظهار كالأمثلة المذكورة والإدغام كقولك أحيّ واستحيّ وحوّي لكون حركتها لازمة (٣) وقالوا في جمع حياء نحو حياء الناقة: أحيّة بالإدغام وأحيية بالإظهار (٤) وكذلك يقال في جمع عيي أعيّاء بالإدغام وأعيياء بالإظهار (٥) وأمّا قوي نحو: قوي زيد على كذا/ فهي مثل عيي في أحد وجهيه وهو ترك الإدغام وأصله قوو على فعل فقلبت الواو المتطرفة ياء لانكسار ما قبلها بقي: قوي فلم يلتق مثلان فلم يكن مثل عيّ في الوجه الآخر الذي هو الإدغام (٦).

ذكر حكم الواو عينا ولاما وهو مضاعف الواو (٧)

إذا كانت عين الفعل ولامه واوين فلا يجيء إلّا على فعل بكسر العين، لتنقلب


(١) الكتاب، ٤/ ٣٩٦ والمنصف، ٢/ ١٩٠.
(٢) البيت لأبي حزابة الوليد بن حنبقة ورد منسوبا له في لسان العرب، حيا وشرح شواهد الشافية، ٤/ ٣٦٣ وورد من غير نسبة في الكتاب، ٤/ ٣٩٦ والمقتضب، ١/ ١٨٢ والمنصف، ٢/ ١٩٠، وشرح المفصل، ١٠/ ١١٦ كهمس: وهو كهمس بن طلق الصريمي، وكان من جملة الخوارج مع بلال بن مرداس.
(٣) المنصف، ٢/ ١٨٨.
(٤) المفصل، ٣٩٢.
(٥) في الكتاب، ٤/ ٣٩٧: وسمعنا بعض العرب يقول: أعيياء وأحيية فيبين وانظر المنصف، ٢/ ١٩١ وشرح المفصل، ١٠/ ١١٨.
(٦) شرح المفصل، ١٠/ ١١٨ - ١١٩.
(٧) المفصل، ٣٩٢ - ٣٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>