للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحست، قال يصف الأسد: (١)

خلا أنّ العتاق من المطايا ... أحسن به فهنّ إليه شوس

ووجه الحذف في الأسماء المذكورة أنّهم استثقلوا التضعيف أعني اجتماع المثلين، ولم يمكن الإدغام لسكون الثاني ولم يمكن تحريكه لاتصال تاء الفاعل به لوجوب سكون لام الكلمة في فعلت، فعدلوا إلى وجه آخر من التخفيف وهو حذف الأول منهما على غير قياس بأن نقلوا حركة السين الأولى من أحسست إلى الحاء وحذفوا السين بقي: أحست (٢) فأمّا إذا لم تتصل بالمضاعف المذكور تاء فعلت فلا يحذف منه شيء نحو: أحسّا وأحسّوا، لإمكان الإدغام حينئذ بتحريك الثاني لزوال المانع وهو تاء فعلت.

ومنها: أنّ بعض العرب يقول: استخذ فلان أرضا، وفيه لسيبويه (٣) مذهبان:

أحدهما: أن يكون أصله استتخذ فحذفت التاء الثانية بقي: استخذ.

وثانيهما: أن يكون أصله: اتّخذ فأبدل من التاء الأولى سين بقي: استخذ، ومنها: أنهم قالوا: (٤) اسطاع يسطيع فحذفوا التاء والأصل استطاع، يستطيع وقال بعضهم استاع يستيع وهو يجوز أن يكون قد حذفوا طاء استطاع يستطيع وتركوا تاء الاستفعال، ويجوز أن يكون قد حذفوا تاء الاستفعال بقي: اسطاع فأبدلوا من الطّاء تاء بقي: استاع يستيع (٥).

ومنها: أنهم قالوا (٦) في نحو بني العنبر: (٧) بلعنبر وفي بني العجلان:


(١) البيت لأبي زبيد حرملة بن المنذر ورد منسوبا له في المنصف، ٣/ ٨٤ والمحتسب، ١/ ١٢٣ - ٢٦٩ - ٢/ ٧٦ والحلل، ٤١٢ وسمط اللآلي، للبكري، ١/ ٤٣٨ وورد من غير نسبة في المقتضب، ١/ ٢٤٥ والخصائص، ٢/ ٤٣٨ ومجالس ثعلب القسم الثاني، ٤١٨ والإنصاف، ٢/ ٢٧٣ - ٢٧٧ العتاق، الإبل النجيبة، الشّوس: المحدقة النّظر.
(٢) الكتاب، ٤/ ٤٨٥ والمقتضب، ١/ ٢٤٥ وشرح المفصل، ١٠/ ١٥٤.
(٣) الكتاب، ٤/ ٤٨٣ والمنصف، ٢/ ٣٢٩.
(٤) المفصل، ٤٠٤.
(٥) الكتاب، ٤/ ٤٨٤ وشرح الشافية، ٣/ ٢٩٢.
(٦) المفصل، ٤٠٤ - ٤٠٥.
(٧) هم أبو حي من تميم. اللسان، عنبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>