للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها، لكن تركوا هذا الأصل في نون التأكيد، وكتبوا ذلك على لفظه لأنّه لو كتب على هذا الأصل لعسر تبيّن التأكيد ولم يدرك أصلا، لأنّه على هذه الصورة عند عدم إرادة التأكيد، وإنما يقع اللّبس المذكور في غير اضربن للمفرد المذكر، ولذلك كتب بالوجهين أعني بالألف وبالنون نحو:

اضربا واضربن، أما من كتب اضربن بالنون فلأنّ النون الخفيفة التي فيه مثل النون في باقي أخوته، وأمّا من كتبه على الأصل بالألف فلفوات الأمرين المانعين لأنّه يتبيّن التأكيد بكتابة النون ألفا ولا يعسر حينئذ تبيّن هذا الأصل (١).

ومنه: (٢) أنّهم كتبوا باب قاض رفعا وجرا بغير ياء لأنّ التنوين مراد، وباب القاضي، بالياء على الأفصح فيهما، لأنّ الوقف عليهما كذلك في الأفصح، ومن وقف عليهما بياء فيلزمه أن يكتبهما بياء، ومن وقف عليهما بحذف الياء يلزمه أن يكتبهما بغير ياء (٣).

ومنه: (٤) أنّهم كتبوا الحرف في نحو: بزيد وكزيد ولزيد متصلا، لأنّه لا يوقف على حرف الجرّ، فصار مع الاسم الذي بعده كالجزء منه، كما كتبوا الكاف ونحوها في مثل: منك ومنكم وضربكم متصلا، لأنّه لا يبتدأ بهذه الكاف (٥).

القسم الثاني فيما لا صورة له تخصّه

وهو الهمزة، وفي أشياء جاءت خارجة عن/ الأصل المقرّر في الخطّ وهي أربعة: وصل، وزيادة، ونقص، وبدل.


(١) شرح الشافية للجاربردي، ١/ ٣٧٤.
(٢) الشافية، ٥٥٢.
(٣) وقف القراء السبعة ما عدا ابن كثير على نحو: قاض والقاضي، بحذف الياء، ووقف ابن كثير ووافقه ابن محيصن عليهما ببقاء الياء، وحذف الياء في قاض هو الأفصح وثباتها في القاضي هو الأفصح، انظر التبصرة لمكي ٢٣٣ - ٢٣٥ وإبراز المعاني، ٣٧٣ والإتحاف، ١٠٥ - ١١٧ وشرح التصريح، ٢/ ٣٤٠.
(٤) الشافية، ٥٥٢.
(٥) ونحوه في شرح الشافية للجاربردي، ١/ ٣٧٢ بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>