للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٨٩ - ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا ... وعائذا بك أن يعلوا فيطغوني]

البيت لعبد الله بن الحارث السهمي.

وقوله: عائذا: قال سيبويه وقالوا: عائذا بالله من شرها، فوضعوا الاسم موضع المصدر، كأنه قال أعوذ بالله عائذا، وعياذا، وقال النحاس: هذا حجة لنصب (عائذ) كأنه قال: أعوذ عياذا. وعبد الله بن الحارث من الصحابة. ويعني بالذين طغوا، المشركين، الذين كانوا يضطهدون مسلمي مكة، واضطروهم للهجرة إلى الحبشة، يقول: أعوذ بك يا رب أن يعلوا المسلمين ويظهروا عليهم، فيطغوني وإياهم [سيبويه/ ١/ ٣٤٢، هارون، والحماسة بشرح المرزوقي/ ٤٧٥، واللسان «عوذ» والروض الأنف/ ١/ ٢٠٨].

٢٩٠ - تخذت غراز إثرهم دليلا ... وفرّوا في الحجاز ليعجزوني

قاله أبو جندب بن مرّة الهذلي. وتخذت: أي: اتخذت. نصب مفعولين أولهما:

غراز، والثاني: دليلا. وغراز: اسم واد، أو مكان ومنع من الصرف للعلمية وتأنيث المكان. وربما كان المانع العلمية والعدل. وقيل: غراز: اسم رجل، والذي يوحي بهذا، أنه اتخذ غراز دليلا. فإن لم يكن رجلا. يكون بمعنى وجهة واتجاها أي: عرفت مكانهم ويممت نحو غراز، فكانت المعرفة كالدليل. وإثرهم: ظرف وفي الحجاز: بمعنى إلى الحجاز، ويعجزوني: منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون، والنون الموجودة للوقاية. [الأشموني ج ٢/ ٢٥ وعليه العيني].

٢٩١ - تمنّوا لي الموت الذي يشعب الفتى ... وكلّ امرئ والموت يجتمعان

البيت للفرزدق.

وقوله: يشعب: أي: يفرق، وكلّ: مبتدأ. والموت عطف عليه يلتقيان: خبره.

وفيه الشاهد: حيث أثبت فيه ذكر خبر المبتدأ المعطوف عليه بالواو، لأنها ليست صريحة في المعية، فلم يجب الحذف. وإذا كانت الواو صريحة في المعية، فلا يجوز إظهار الخبر نحو «كلّ ثوب وقيمته» لأن الواو وما بعدها قاما مقام (مع) وسدا مسدّ الخبر. [الأشموني ج ١/ ٢١٧، وفيه حاشية العيني، وشرح التصريح ج ١/ ١٨٠].

٢٩٢ - محيّاه يلقى ينال السّؤال راجيه ريثما ينثني

<<  <  ج: ص:  >  >>