للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستثنى منه فتجعله شاملا المستثنى، من باب المجاز. [سيبويه/ ١/ ٣٦٤، والإنصاف/ ٢٦٩، والهمع/ ١/ ٣٣، و/ ٢/ ١٥٨، والعيني/ ٤/ ٤٩٦].

[١١٤ - ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ... وما أحاشي من الأقوام من أحد]

.. البيت للنابغة من معلقته ... والبيت شاهد عند الكوفيين على أن «حاشا» في الاستثناء، فعل ماض، لأنه يتصرف وقد جاء منه المضارع في البيت، والدليل أيضا على فعليته أنه يتعلق به الجار والمجرور في قولنا «حاشا لله» .. وهي في الحق فعل، وتدخل عليه «ما» كما في قول الفرزدق:

رأيت الناس ما حاشا قريشا ... فإنّا نحن أكثرهم فعالا

فهي إذن في أحوالها مثل «خلا، وعدا» .. و «من»، في قوله: «من أحد» زائدة على المفعول به. [شرح المفصل/ ٢/ ٨٥ و ٨/ ٤٨، والإنصاف/ ٢٧٨، والهمع/ ١/ ٢٣٣، والأشموني/ ٢/ ١٦٧، والخزانة/ ٣/ ٤٠٣، وشرح المغني/ ٣/ ٨٦].

[١١٥ - أزمان من يرد الصنيعة يصطنع ... فينا ومن يرد الزهادة يزهد]

.. الصنيعة: كل معروف تسديه إلى غيرك تصطنعه به، أي: تجعله من أنصارك.

والاستشهاد بالبيت في قوله «أزمان من يرد ..» فإنه يجوز في «أزمان» أن يكون مبنيا على الفتح لكونه ظرفا مبهما قد أضيف إلى جملة مصدّرة باسم مبني وهو «من» ويجوز أن يكون منصوبا على الظرفية. [الإنصاف/ ٢٩١].

١١٦ - معاوي إنّنا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا (الحديدا)

أكلتم أرضنا فجرزتموها ... فهل من قائم أو من حصيد

أتطمع في الخلود إذا هلكنا ... وليس لنا ولا لك من خلود

.. الأبيات للشاعر عقيبة بن هبيرة الأسدي، يشكو إلى معاوية بعض عمّاله .. والأبيات - والله أعلم - مختلقة. لما فيها من الطعن على معاوية رضي الله عنه. والدلالة على اختلاقها، اختلاف النحاة في رواية بيت الشاهد «الأول» فقد نقله سيبويه منصوب القافية، للاستدلال به على نصب «الحديدا» على موضع «بالجبال» لأن موضعها النصب بأنها خبر ليس .. مع أن قافية الأبيات مجرورة كما رأيت في البيتين التاليين، وإن صحت نسبة الأبيات إلى صاحبها، فهي تدل على عيب في بعض قواعد النحاة، لأنهم يبنون قواعدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>