للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدحهما معا. لا: النافية للجنس، أب: اسمها مبني على الفتح، وابنا: معطوف على محل اسم لا ويجوز فيه الرفع عطفا على محل «لا واسمها وخبرها» فهما في محل رفع على الابتداء، مثل: يروى بالرفع خبر «لا» وبالنصب: نعت لاسم «لا» وخبرها محذوف، وإذا: بمعنى (إذ) الدالة على التعليل، هو: فاعل، لفعل محذوف يفسره ما بعده.

والشاهد: فلا أب وابنا: حيث عطف، ابنا بالنصب على اسم «لا» ويجوز فيه الرفع عطفا على محل لا واسمها، ومحلهما الابتداء. [الخزانة/ ٤/ ٦٧، وسيبويه/ ١/ ٣٤٩، وشرح المفصل/ ٢/ ١٠١، وشرح التصريح/ ١/ ٢٤٣، والهمع/ ٢/ ١٤٣، والأشموني/ ٢/ ١٣، والدرر/ ٢/ ١٩٧].

١٤٦ - وحلّت بيوتي في يفاع ممنّع ... يخال به راعي الحمولة طائرا

.. البيت للنابغة الذبياني، يقوله في أبيات للنعمان بن المنذر أيام موجدته عليه.

واليفاع: المرتفع من الأرض. والحمولة: الركائب، يقول: إني في مكان بعيد عن أن تناله، لأنه مرتفع شديد البعد حتى إن الناظر إليه ليظن راعي ركائبنا طائرا .. ضرب هذا مثلا لعزة قومه وامتناعهم على من يريدهم بسوء، ويظهر من سياق القصيدة أن الشاعر، يعتذر إلى النعمان ويطلب جواره، لا لأنّ قومه يخشون المهالك، ولكنه يطلب جواره وعفوه، وفاء لمعروفه وكرمه.

والشاهد في البيت: يخال راعي الحمولة طائرا حيث نصب «يخال» مفعولين، الأول: نائب الفاعل (راعي) والثاني: (طائرا). [سيبويه/ ١/ ١٨٥، وشرح المفصل/ ٢/ ٥٤].

[١٤٧ - أبالأراجيز يا بن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور]

هذا البيت من كلام منازل بن ربيعة المنقري، والأراجيز: جمع أرجوزة وهو ما كان من الشعر على وزن بحر الرجز، ويقال لما لم يكن من هذا البحر «قصيدة». وقد كان من الشعراء، رجّاز لا يقولون إلا الرجز كرؤبة بن العجاج وأبيه وكان منهم من يقول القصيد ولا يقول الرجز، وكان منهم من يجمع بين الفنين.

والشاهد: وفي الأراجيز خلت اللؤم، حيث توسط «خال» مع فاعله، بين المبتدأ الذي هو قوله: اللؤم، والخبر الذي هو قوله «في الأراجيز» فلمّا توسط الفعل بينهما ألغي

<<  <  ج: ص:  >  >>