للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة، منها ستون في الإسلام، ولكنه لم يلق النبي صلّى الله عليه وسلّم، وبعد البيتين:

أصبحت لا أحمل السلاح ولا ... أملك رأس البعير إن نفرا

والذئب أخشاه إن مررت به ... وحدي وأخشى الرياح والمطرا

من بعد ما قوة أسرّ بها ... أصبحت شيخا أعالج الكبرا

[الخزانة/ ٧/ ٣٨٤، وشرح التصريح/ ٢/ ٣٦، والهمع/ ٢/ ٥٠، وسيبويه/ ١/ ٤٦].

٤٤٤ - فما آباؤنا بأمنّ منه ... علينا اللاء قد مهدوا الحجورا

قاله رجل من بني سليم، ومعناه: ليس آباؤنا الذين أصلحوا شأننا ومهدوا أمرنا، وجعلوا حجورهم لنا كالمهد، بأكثر امتنانا علينا من هذا الممدوح، والشاعر كاذب فيما قال لأن الله أثبت للوالدين فضلا لم يثبته لأحد، وقوله: فما .. الفاء: للعطف إن تقدمه شيء، و «ما» بمعنى ليس، وقوله: بأمنّ منه: خبره، والباء زائدة، والضمير في منه يرجع إلى الممدوح، وقوله: اللاء صفة ل «آباؤنا».

وفيه الشاهد: حيث أطلق اللاء على جماعة المذكر موضع الذين والأكثر كونها لجمع المؤنث نحو قوله تعالى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ [الطلاق: ٤] وحذف منه الياء أيضا، إذ أصله «اللائي» وقد قرئ بهما جميعا. [الأشموني ج ١/ ١٥١ وبحاشيته العيني، والهمع ١/ ٨٣].

٤٤٥ - ستعلم أيّنا للموت أدنى ... إذا دانيت لي الأسل الحرارا

البيت لعنترة بن شداد من قصيدة خاطب بها عمارة بن زياد العبسي. وقوله: لي الأسل: وضع اللام موضع «إلى» لأن الدنوّ وما تصرف منه أصله التعدي ب إلى، وهو مثل قوله تعالى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها [الزلزلة: ٥] أي: أوحى إليها، والأسل: أطراف الرماح، وقيل: هي الأسنة، الواحد: أسلة بزيادة الهاء، والحرار: جمع حرّى، كعطاش جمع عطشى، وزنا ومعنى، يقول لعمارة: ستعلم إذا تقابلنا ودانيت الرماح بيننا، أيّنا أقرب إلى الموت، أي: إنك زعمت أنك تقتلني إذا لقيتني وأنت أقرب إلى الموت عند ذلك مني، والبيت شاهد على أن المفضول محذوف والتقدير: أدنى من صاحبه، ويجوز أن يكون «أفعل» بمعنى اسم الفاعل، أي: قريب ويجوز أن يكون المحذوف مضافا إليه والتقدير: أقربنا وأدنانا. [الخزانة/ ٨/ ٢٤٩].

٤٤٦ - كأنّها درّة منعّمة ... من نسوة كنّ قبلها دررا

<<  <  ج: ص:  >  >>