للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشاهد: نصب «التقاطا» على المصدر الواقع حالا. [سيبويه/ ١/ ١٨٦، واللسان/ «فرط» و «لقط»].

٧ - شرّاب ألبان وتمر وأقط

رجز روته كتب اللغة من غير عزو، والأقط: بكسر القاف وآخره طاء مهملة، وهو طعام يتخذ من اللبن المخيض، ومحل الشاهد: قوله: «وتمر»، فإن ظاهره أنّ هذه الكلمة معطوفة بالواو على قوله «ألبان» فيكون قوله «شرّاب» مسلطا على المعطوف والمعطوف عليه، ولكن كل من التمر والأقط، مأكول لا مشروب، ولهذا خرّجه العلماء على وجهين: الأول: أن تقدر عاملا للتمر يكون معطوفا على شرّاب، والتقدير: شرّاب ألبان، وطعّام تمر وأقط، والثاني: أن تتوسع في «شرّاب» فتضمّنه معنى كلمة أخرى، يصح أن تتسلط على المعطوف والمعطوف عليه: والتقدير: متناول ألبان وتمر. [الإنصاف/ ٦١٣].

٨ - أبيت على معاري فاخرات ... بهنّ ملوّب كدم العباط

البيت للمتنخّل الهذلي، وفي اللسان «معاري واضحات» قال ابن سيده: المعاري:

الفرش، وقيل: المعاري من المرأة: العورة والفرج. والملوّب: الملطخ بالزعفران، أو شيء من الطيب. والعباط: الدابة، أو الدم الطريّ.

والشاهد: «معاري» قال ابن منظور: نصب الياء؛ لأنه أجراها مجرى الحرف الصحيح في ضرورة الشعر، ولم

ينون؛ لأنه لا ينصرف، ولو قال: «معار» لم ينكسر البيت، ولكنه فرّ من الزحاف. [اللسان «عرا، وملب»، وكتاب سيبويه ج ٢/ ٥٨، والمرزوقي ٩٩٣].

ذكر ابن قتيبة البيت في مقدمة الشعر والشعراء تحت عنوان «العيب في الإعراب» فقال: ويحتج (سيبويه) بقول الهذلي في كتابه وهو قوله:

يبيت على معاري فاخرات ... بهنّ ملوّب كدم العباط

وليست ها هنا ضرورة فيحتاج الشاعر إلى أن يترك صرف «معار»، ولو قال: يبيت على «معار» فاخرات، كان الشعر موزونا والإعراب صحيحا.

[٩ - أطلت فراطهم حتى إذا ما ... قتلت سراتهم كانت قطاط]

البيت لعمرو بن معد يكرب، من أبيات قالها قبل إسلامه، لبني مازن من الأزد، فإنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>