للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسويد بن أبي كاهل. والعبدي: المنسوب إلى عبد قيس. والأجدع: المقطوع الأنف.

والتقدير: فلا عطست شيبان إلا بأنف أجدع. دعا عليهم بجدع الأنوف.

والشاهد: «في رأس نخلة»، على أن (في) هنا بمعنى (على). [شرح أبيات المغني/ ٤/ ٦٢، والخصائص/ ٢/ ٣١٣].

٥٨ - فيا ربّ ليلى أنت في كلّ موطن ... وأنت الذي في رحمة الله أطمع

البيت لمجنون ليلى.

والشاهد: «في رحمة الله»، حيث وضع الاسم الظاهر موضع ضمير الغيبة؛ لضرورة الشعر، والقياس: وأنت الذي في رحمته. [الهمع/ ١/ ٨٧، والدرر/ ١/ ٦٤، وشرح التصريح/ ١/ ١٤٠، والأشموني/ ١/ ١٤٦، وشرح أبيات المغني ج ٤/ ٢٧٦].

٥٩ - إذا قلت قدني، قال بالله حلفة ... لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا

قاله حريث بن عنّاب النبهاني من شعراء الدولة الأموية، يصف موقف كرم، حيث جاء لصاحب البيت ضيف، فدفع إليه اللبن، وكلما قال الضيف، يكفيني ما شربت، قال له:

أبعد عني كل ما في الإناء من اللبن، أي اشربه كله، وفي البيت شواهد:

الأول: أن الأخفش أجاز أن يقع جواب القسم، المضارع المقرون ب «لام» كي، فيكون قوله: «لتغني» جواب القسم. وأجيب: أنه لا يريد في البيت القسم، إنما أراد الإخبار، فيكون «لتغني» متعلق بآليت المحذوف، وأراد أن يخبر مخاطبه أنه قد آلى، كي يشرب جميع ما في إنائه. وقد يكون المقسم عليه محذوفا تقديره: لتشربنّ لتغني عني.

والثاني: يروى: قطني، وقدني: وهما بمعنى واحد، والنون عند البصريين لحفظ سكون البناء في آخره، ومعناه عندهم «حسب»، وعند الكوفيين اسم فعل، ومعناه (يكفي) بدليل النون التي لا تدخل إلا على الأفعال.

الثالث: أنّ (ذا) بمعنى صاحب، بمعنى (صاحب إنائك)، أي: ما في إنائك من الشراب؛ لأن الشراب يصحب الإناء.

الرابع: الإضافة للملابسة، حيث أضاف الإناء إلى المخاطب؛ لملابسته إياه وقت شربه ما فيه من اللبن.

<<  <  ج: ص:  >  >>