للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشاهد: «مسرودتان»، والمراد: درعان مسرودتان، وكذلك السوابغ، المراد: الدروع السوابغ. قال الزمخشري: يصح حذف الموصوف إذا ظهر أمره، وقويت الدلالة عليه، إما بحال أو لفظ، و «المسرودتان»، و «السوابغ»، شهر أنها صفات للدروع. [شرح المفصل ج ٣/ ٥٨].

١٣٧ - أتجزع إن نفس أتاها حمامها ... فهلّا التي عن بين جنبيك دافع

منسوب إلى الملوّح الحارثي، زيد بن رزين بن الملوح، من بني مرّ، شاعر فارسي، يعزي ابن عمّ له في ولده. قال ابن جني: أراد فهلّا عن التي بين جنبيك تدفع، فحذف عن، وزادها بعد التي عوضا. والحقّ أنه تأخير حرف الجرّ، وليس حذفا. وقوله: إن نفس: نفس: فاعل لفعل محذوف، تقديره: إن هلكت نفس. ويروى (إن نفسا) بالنصب. فيكون منصوبا بفعل يفسره ما بعده. ويروى: (أن نفس)، فتكون «أن» مصدرية، ويروى: «أتدفع عن نفس». ويروى الشطر الثاني: (فهل أنت عما بين جنبيك)، فلا شاهد فيه. [الجنى الداني ٣٤٨، والهمع ج ٢/ ٢٢، والمغني وشرح أبياته الشاهد ٢٣٧].

[١٣٨ - أتجزع ... تدفع]

رواية أخرى للبيت السابق بقافية (تدفع).

١٣٩ - فالعين بعدهم كأنّ حداقها ... سملت بشوك فهي عور تدمع

لأبي ذؤيب الهذلي من قصيدته الرائعة التي مطلعها:

أمن المنون وريبها تتوجّع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع

رثى بها أولاده الخمسة، الذين هلكوا في عام واحد بالطاعون في مصر. وقوله:

فالعين: ذكر عينا، وأراد العينين، ومتى اجتمع شيئان في أمر لا يفترقان، اجتزئ بذكر أحدهما عن الآخر. وقوله: كأنّ حداقها: جمع حدقة، وإنما جمع؛ لأنه لما كان المراد بالعين العينين، ولكل واحدة حدقة حصل اثنتان، فأجري على عادتهم في استعارة الجمع له. وسملت: فقئت. وعور: مردود على الحداق، أي كأنها مسمولة، فهي عور دامعة، ومعنى «عور»: فاسدة. [شرح أبيات المغني ج ٢/ ٢٠٨، والمفضليات، والحماسة].

١٤٠ - رأيتك يا ابن الحارثيّة كالتي ... صناعتها أبقت ولا الوهي ترقع

<<  <  ج: ص:  >  >>