للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي: (خضمّاتي)، جمع «خضمّة»، وهي ما غلظ من الساق والذراع. والأوصال جمع (وصل)، بكسر الواو، وهو المفصل، والمعنى: لولا رميات الدهر في مفاصلي، ومجماع أعضائي، لكان تأثيري في الحرب أكثر ما كان.

وقوله: صدور الخيل، أراد بالخيل: الفرسان، وأراد بالصدور: الرؤساء والأكابر، أي:

لولا ما قدمت من العذر، لدافعت بالطعن أوائل الخيل طعنا لا تقصير فيه ولا قصور.

والآلي: من ألوت في الأمر آلو، أي: قصّرت، وجعل التقصير للطعن على المجاز.

والشاهد في الأبيات قوله: (نبل عوض)، على أن «عوضا»، قد يستعمل لمجرد الزمان فيعرب، أي الزمان المجرد عن العموم والاستغراق؛ بأن يكون نكرة غير مضمّن معنى الإضافة، فإن ضمّن الإضافة، بني على الضم، وإن أضيف لفظا، أعرب، ويكون ل «عوض» ثلاثة وجوه:

الأول: ما نكّر، بأن قطع عن الإضافة لفظا ومعنى، فيعرب جرا؛ لكونه مضافا إليه.

والثاني: ما حذف منه المضاف إليه وضمن معناه، فبني على الضم، نحو: لا أفعله عوض، والأصل: عوض

العائضين.

والثالث: ما أضيف لفظا، ك «عوض العائضين»، وهنا ينصب. وعوض في الأصل:

مصدر عاضني الله منه عوضا، بفتح فسكون، وعوضا، بكسر ففتح، وعياضا. فالعوض:

كل إعطاء يكون خلفا من شيء، وسمي الدهر «عوضا»؛ لأنه من التعويض، وذلك أنه كلما مضى جزء من الدهر، خلف آخر من بعيده، فكان الثاني كالعوض من الأول.

[الحماسة بشرح المرزوقي ٥٣٨، والهمع/ ج ١/ ٢١٣، والخزانة ج ٧/ ١١٦].

[٥٤٥ - لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدا ... بل أولياء كفاة غير أوكال]

البيت بلا نسبة في العيني ج ٤/ ١٥٦.

٥٤٦ - وما هو من يأسو الكلوم وتتّقى ... به نائبات الدّهر كالدائم البخل

البيت بلا نسبة في [الهمع ج ١/ ٦٧]. وأنشده السيوطي شاهدا لبروز ضمير الشأن، ووقوعه اسم «ما» العاملة عمل ليس. والجملة بعده في محل نصب، خبر «ما».

٥٤٧ - ويوما على ظهر الكثيب تعذّرت ... عليّ وآلت حلفة لم تحلّل

<<  <  ج: ص:  >  >>